من سعد الحصين إلى أحمد محمد علي حميد

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الله الشيخ/ أحمد محمد علي حميد وفقه الله لرضاه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأرجو الله لكم خير الدّنيا والآخرة.

أما بعد: وقد تسلمت رسالة منكم حول ملاحظاتي حول كتاب (حياة الصحابة) للشيخ/ يوسف الكاندهلوي رحمه الله.

وكما تعلمون فإن أكبر الكتب عن سير الصحابة رضي الله عنهم إن لم تكن كلها لا تخلو من الأحاديث الضعيفة والقصص المختلفة وخاصّة فيما يتعلّق بالكرامات التي روي حدوثها لهم أو عنهم، فليس كتاب الشيخ/ يوسف فريداً في ذلك ولم أعترض عليه مثل ما اعترضت على كتاب تبليغي نصاب الذي ابتلي به إخواننا الأعاجم ونساهم في استمرار هذه البلوى (بتشكيل) العرب بالسفر إلى بلادهم وتجميع الناس على كتاب يزيّن البدع وينشر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ويدعو إلى الشرك.

ونحن بصدد تهذيب (حياة الصحابة) في مجلد واحد أو اثنين نقتصر على الروايات الثابتة أعاننا الله على ذلك، وللأسف استعجلتني النّدوة قبل أن أحاول تقديم أمثلة للأحاديث الضعيفة والقصص المختلفة في (حياة الصحابة) مع أنني في الواقع لم أهتم بذلك مثل اهتمامي بتقديم نماذج لأخطاء (تبليغي نصاب)، وكما أشرت في الرسالة فليست المشكلة في تصنيف (حياة الصحابة)، ولكن المشكلة تقع أوضح وأخطر في وضعه بين يدي العوامّ الذين لا يكادون يعرفون غيره وبجهلهم يظنّون كلما ورد فيه صحيح.

ولو نظرت في أيّ جزء من الكتاب فستجد أن الشيخ المؤلّف نفسه رحمه الله ينقل تخريج المحدّثين لبعض أحاديثه ووصفهم لها بالضعف تبعاً لاصطلاحات المحدّثين، ولكن الأعاجم غالباً يقبل الحديث على علاّته ظنّاً منه أن كلّ ما صدّر بعبارة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب قبوله لوجود احتمال ولو قليل بأنه فعلاً من أقواله، وللأسف انتقل هذا الخطأ لكثير من العرب في جماعة التبليغ هدانا الله وإياهم لأقرب من هذا رشدا، وعسى ألا يطول بي الزمن قبل أن أجيب طلب أخي في أن أساهم بتنقية هذا الكتاب من الأخطاء خدمة للمسلمين عامّة ولجماعة التبليغ خاصّة.

وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عقا الله عنه.

الرسالة رقم197 في 1405/7/19هـ.