من سعد الحصين إلى مظهر بن محمد الحموي رئيس تحرير التقوى
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين/ مظهر بن محمد الحموي رئيس تحرير التقوى، آتى الله نفسها تقواها، وزكّاها فهو خير من زكّاها.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد تلقيت شاكراً لله ثم لكم العدد77 شعبان 1419 من مجلتكم، وخير جزاء أملكه إبداء بعض الملاحظات الخاطفة:
1) على الغلاف الأخير صورة قبّة الصّخرة بتعليق: أمانة في أعناقنا. وهي في الشرع لا قدسية لها، وغايتها، (كما يقول ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى) أن تكون قبلة منسوخة (مثل سبت اليهود) لا يجوز تعظيمها، ولم يدخلها عمر ولا ابنه عبد الله رضي الله عنهما، ولا زارها أحد من الصحابة عندما فتحت القدس.
وكثير من المسلمين يخلط بينها وبين المسجد الأقصى، والواجب التنبيه.
2) في فتاوى الشيخ/ عصام الرافعي عصمه الله من الإثم، هجوم على من يكفّر أو يبدّع أو يفسّق أو يضلّل، ومنهج أهل السّنّة والجماعة نسبة ذلك كله إلى من استحقّه، وفي كتب الفقهاء جميعاً باب خاصّ بالرّدّة، ولكن في الحدود الشرعية، وبعد البيان للجاهل.
وكانت هذه مقدّمة لإجابته عن سؤال عن جواز وقوف البيان في الصّفّ الأوّل، فأفتى بأن مكانهم الصفّ الثاني وفقاً للسّنّة! وقد تتبّعت كتب الفقه ما استطعت فما وجدت دليلاً على ذلك بل الدّليل العام ضدّه، وهو الأمر بإتمام الصّفوف الأوّل فالأوّل.
والأمر بأن يلي الإمام أولوا الأحلام والنهى من الرجال وبيان أن آخر صفوف النساء آخرها؛ لا يقتضي تخصيص (الصفّ الثاني للغلمان والفتيان).
3) أورد الشيخ زكريا المصري القول: «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» وكأنّه خاصّ بالجاهليّة، وقد ثبت عن النبيّ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وبيّن معنى نصره ظالماً: ردعه عن ظلمه، وهذا يختلف عن حمية الجاهلية.
4) وانتهض الشيخ/ زكريا لما أسماه: (خلافتنا الإسلاميّة العثمانيّة) والأولى بها أن تسمى خرافة غير راشدة ولا مهديّة، فقد نشرت الوثنيّة فما دونها من الابتداع، والتقنين والظّلم.
وفي عهد السّلطان عبد الحميد كان الخرافي الصيادي هو نائب السّلطان (واقعاً، وإن كان مستشاره اسماً) في الهيمنة على نشر الشرك والبدعة والخرافة التي لا يخلوا منها كتاب من كتبه وهي نحو من خمسين عدداً. والخلافة الراشدة المهدية هي التي أشارت لها الأحاديث الصحيحة وأمرت بالاقتداء بها وجدّدت وجودها بثلاثين سنة. والخلافة مثل التعاون {على البرّ}.
هذه تحية وشكر وملحوظة للتنبيه لا للنشر.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم233 في 1419/8/2هـ.