من سعد الحصين إلى يحيى بن إبراهيم اليحيى
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين وفي وطن أسِّس على منهاج النّبوّة في الدّين والدّعوة من أوّل يوم الشيخ/ د.يحيى بن إبراهيم اليحيى أحياه الله على الإسلام وتوفّاه عليه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فجزاك الله خير الجزاء على إشراكي في محاولتك الطّيبة للدّعوة بالسّيرة، وكنت في حاجة إلى هذه الإضافة لما سبق من مطبوعات زادت عن خمسين كلها في الدّعوة إلى منهاج النبوّة عقيدة وأحكاماً شرعية فيما دون العقيدة، ودعوة إلى ذلك.
ومن توفيق الله أننا كنا أثناء إعداد مؤلّفك للطبع نعدّ مهذّباً لزاد المعاد، وهو خير ما رأيت من الكتب منذ نهاية القرون المفضّلة إيجازاً وشمولاً لسنّة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولكنّي أحب تقديم مهذّبات موجزة شاملة وصحيحة لا تتجاوز مجلّدا واحداً يوفّر للمسلم هدي النّبوّة مطهّرة من الأحاديث الضعيفة ومن كلام البشر ومحقّقةً بإيجاز يبيّن المرجع ولا يزيد عن ذلك.
ورأيت اتّباع هذا مع مؤلّفك فحذفت منه الأحاديث التي كان لبعض المحدّثين فيها مقال، والاصطلاحات اللغويّة الحادثة، فأليق بالسّيرة لغة الكتاب والسّنّة، وأضفت بعض الجمل والأدلة من الكتاب والسّنّة، وزدنا عدد الأسطر وقلّلنا عدد الصفحات. وحتى لا نفتري عليك عنونّاه: (مهذّب دليل الهدى من سيرة المصطفى) لما بان لنا من هدفك الأصلي وفق الله سعيك، ولا شكّ أنك اخترت (نفحة عبير) لتجذب المبتدعة الذين – كما ذكرت – يتخذون السّيرة للتبرّك، ولكني رأيت العنوان الجديد للمهذّب أقرب إلى السّنّة قولاً وعملاً.
وإليك بعض ملحوظاتي التي دعتني للتعديل:
1) اللغة الصّحفية مثل: كنموذج مقترح، هذه الكاف لا محل لها من لغة العرب الفصحى قبل الإسلام ولا في الاسلام، وهي ترجمة خاطئة للحرف نفسه في الإنكليزية، ولكنه هناك يعني: بصفته.
ومثل وصف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنه: صورة عمليّة تطبيقيّة، والصورة غير الحقيقة حتى في العربية الدارجة، وحاشاه ذلك.
ومثل: التفريغ من المحتوى. ومثل: المجتمع عوضاً عن الجماعة. ومثل: طبيعة بيت النبوّة، و: الدفعة العاطفيّة…الخ.
2) بعض مراجعكم لا يوثق بها، فهي لمفكّرين إسلاميّين كما يصفون أنفسهم لا علماء شريعة، وفرق بين الاثنين كالفرق بين اليقين والظنّ. وهذا مما أساء العرب فيه النقل من الغرب، فمنهاج البحث الغربي يهتم بالتوثيق، ولكن لا يجوز التوثيق إلا بمصدر ثقة.
3) ما دامت هذه سيرة وضعت للاقتداء فخطبة الحاجة أولى من غيرها لثبوتها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قولاً وعملاً وتعليماً.
4) لا أرى النقل من شعر المدائح ولو صحّ بعضه فأكثره فاسد.
5) رأيت الاكتفاء بالرّواية الأقوى كما في ص37 وص38 وص65 و66.
6) ورأيت إزالة تكرار الأقل أهميّة، مثل نقل اللّبِن وما قاله عنده.
7) ومرّة أخرى: الغاية من بناء المسجد بين العبادات والعادات؛ فقد ذكرتم أن المسجد في عصرنا (فُرِّغ من محتواه فلم يعد يستعمل إلا للصّلاة، وهذه سقطة ونزغ من جماعة الإخوان الضّالّة المضلّة، التقطها على ضلالة: الحركيّون والحزبيّون والفكريّون، أمّا في علم الله وشرعه وقضائه فقد قال الله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال*رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصّلاة}، وأما في سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح: أنها جعلت «للصّلاة والذّكر وقراءة القرآن» ولكن جماعة الإخوان الضّالّة المضلّة فتريدها للتّجارة الحزبيّة باسم تحكيم ما أنزل الله وتحفيظ القرآن (لا تدبّره ولا العمل به) والسّيرة والتّفسير على منهجها الضّالّ المضلّ عن منهاج النبوّة والصّحبة والاتّباع.
8) وستجدون التفاصيل على النسخة الأصليّة وإن أدخلت عليها بعض التعديلات الأخرى مع مراجعة الصف الجديد.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم296 في 1420/8/2هـ.