من سعد الحصين إلى صالح بن حميد [2] [العلامة الشرعية للطواف]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى معالي الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد (حمّده الله العاقبة في كلّ أمره) الرّئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النّبوي جعلهما الله وجعله قدوة صالحة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإني أعلم أني لست الوحيد الذي يشغلكم بكثرة ملاحظاته، ولكنّي أستجيب لأمر الله بالتّواصي بالحق وبالتواصي بالصبر، ثم أستجيب لأمر والدكم رحمه الله؛ فلم أزره مرّة إلاّ وكرّر أمره لي: (أكتب يا سعد فإن في كتابتك بركة)، وكنت أصحّح الأمر بتغيير الجملة الأخيرة: (لعلّ الله أن يجعل فيها بركة)، رغم النّقص والتّقصير.
واليوم أشير من جديد إلى الخطّ الذي وُضِع لبيان بداية الطواف ونهايته، وأكتفي بما قاله الشيخ/ بكر أبو زيد شفاه الله في رسالته: (العلامة الشرعيّة لبداية الطواف ونهايته:
1) العلامة الشرعيّة التي دلّ عليها الشرع المطهّر (الرّكن أو الحجر الأسود) ظاهرة باقية ما بقي بيت الله. ص23.
2) كفتْ هذه العلامة الشرعيّة النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومتّبعي سنّته حتى نهاية القرن 14 الهجري، واتّسعت لها صدورهم رغم الزّحام وعدم قيام المانع للتغيير إلا اتباع السّنّة وكراهية الابتداع. ص24-25.
3) إحداث علامة أخرى في بداية هذا القرن15 استدراك على الشارع وإحداث في الدّين، وكلّ محدثة بدعة. ص23.
4) وفي هذه البدعة المحدثة تقرُّب إلى الله بما لم يشرع فتجب إزالتها. ص24.
5) لمّا حجّ النبي صلى الله عليه وسلّم حجّة الوداع ومعه من الصّحابة رضي الله عنهم ما يزيد عن مائة ألف، كان المطاف بعرض بضعة أذرع، والنّصوص ناطقة بالزحام في حجته، ولم يكن لهم علامة لبداية الطواف ونهايته غير العلامة الشرعية. (ص24)، فليس الزّحام اليوم سبب جديد مشروع لترك السّنّة واتّخاذ البدعة.
6) إحداث هذه البدعة جرّ إلى بدع كثيرة منها: انصراف الناس عن استعمال العلامة الشرعية، والتّكلّف والإفراط فيما وسّع الشّرع فيه، تحرِّي كثير من الحجّاج والمعتمرين الصلاة عليه، والوقوف عليه للدّعاء فهو مشابه لذات أنواط، وزيادة الزّحام بذلك. ص28.
آمل التّفضّل بالعمل على ردّ الأمر إلى السّنّة وإزالة البدعة، وأنتم أهل لأن تكونوا ممن سنّ سنة حسنة وأزال بدعة سيّئة، ويغنم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة (بفضل الله وتوفيقه).
وهذا البلد الحرام وهذه الدّولة المباركة التي أُسِّست من أوّل يوم لإحياء التّوحيد والسّنّة وإماتة البدعة أهلٌ للقدوة الصّالحة والمحافظة على ما اصطفاها الله له من ذلك على دول المسامين منذ القرون المفضّلة.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم219 في 1422/12/13هـ