من سعد الحصين إلى عبد العظيم بن بدوي الخلفي/السلفي [2] [ملاحظات على مؤلف: أحسن القصص]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الله/ الشيخ عبد العظيم، أعظم الله له الأجر وأحسن له الرّزق في الدنيا والآخرة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

1) فبين يدي مؤلفكم (أحسن القصص) أثابكم الله ونفع بكم ونفعكم. ولو بدا لي أن التأليف يعوقكم عن الدّعوة إلى الله على بصيرة لما أحببته لكم ولكنه بفضل الله لم يعقكم.

2) وكالعادة كنت أودّ لو لم يكن مجلّداً ولا ملوّناً ولا محتكراً ومحجوراً عليه من الناشر تيسيراً على المسلمين للاستفادة منه، ولكن ذلك لم يعق (الوجيز) عن الانتشار بفضل الله.

3) تحت عنوان: (وجوب الاكتفاء بالقرآن والسّنّة عن غيرهما) وما بعدهما، نقلتم عن الرّازي المفكّر وسيد قطب الصحفي وحتى عن المازري العالم الشرعي ما لم ينسب إلى الكتاب ولا السّنّة ولا فقهاء الأمة الأُوَل بل: قيل، وقال العلماء وقال الحكماء، وكنت أحب لمثلك ولي تنزيه مثل هذا المؤلّف الشرعي عن فكر الرازي وبخاصة عن فكر سيد قطب تجاوز الله عنا وعنهما لأن الناس مفتونون بالأخير يحسبونه علماً وما هو إلاّ الفكر القاصر والأسلوب السّلس الذي يركب العربية الدّارجة أكثر من لغة القرآن والسّنّة، وإليك نسخة من رسالتي عنه وفقنا الله جميعاً لمعرفة الحق والثبات عليه.

4) يوسف عليه السلام لم يكن داعية بل كان مثل أخيه محمد صلى الله وسلم وبارك عليهما: {وداعياً إلى الله بإذنه}.(ص111).

5) لا يبدو لي معنى الرازي لطيفاً (ص42-43) فلعداوة الشيطان طريق واحد كما أشرتم بَعْدُ: الثبات على الحق ومعصية الشيطان والاستعاذة بالله منه وتحذير الناس من وسوسته وشركه.

أما العدوّ من البشر فلنا في أمره طريقان؛ خيرهما: {ادفع بالتي هي أحسن}، {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين*واصبر}، وأدناهما: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}، وهذا مثلٌ للفرق بين الوحي والفكر.

6) العلماء الرّبّانيّون الفقهاء في الدّين لا يرون جواز الخروج على الحكّام الجائرين (ص40) لمجرد فكرهم، بل لاتباعهم ما ثبت في الصحيحين وغيرهما (وبخاصة ما ورد في صحيح مسلم) وتلمّس الحكمة – لا أقول السّرّ فلا أسرار في وحي الله – أمر آخر.

ولعلّي استطيع قراءة هذا المؤلف الطيب مثل كل مؤلفاتكم فأبديت ما أراه من ملاحظات قد تصيب وقد تخطئ فنتعلّم من ذلك خيراً.

زادكم الله توفيقاً واصطفاءً للدّعوة إلى الله على بصيرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم/246 في 1422/12/13هـ.