من سعد الحصين إلى حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية [1]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين الأستاذ/ حمد القاضي وفقه الله لطاعته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد لاحظت اهتمام (المجلة العربية) في العدد 1414/202 بالدّعاية لمذكّرات محمد حسنين هيكل وما تضمنته من معلومات وأسرار عن الملوك والرؤساء العرب، ص2 و7.

وهذا الاهتمام في رأيي مخالف للشريعة والعقل والسياسة، فمعلومات هيكل وأمثاله وأسراره عن قادة العرب تتأرجح بين الغيبة والبهتان والاشاعة، ولا تتجاوز ذلك إلى الحقيقة التي يمكن الوثوق بها، ولا يجوز لنا أن ننخدع بهالة (الوثائق) التي يحشدها له موظّفوه فهو يختار منها ما يتلاءم مع وجهة نظره ويفرض على القارئ فهمه الخاص لها، من منطلق عصبيّته القوميّة (حميّة الجاهليّة)، وكثير من شرّها موجّه لهذه البلاد وولاة أمرها.

اقرءوا كتابه عن حرب الخليج يظهر لكم تمجيده غير المباشر لصدّام حسين ومعارضته وتهجّمه غير الخفي على حكام بلد التوحيد والسّنّة، واقرءوا كتابه عن حرب1967 (الانفجار) تجدونه تمجيداً لعبقرية جمال عبد الناصر (ومن ضمن ذلك تمجيداً لمحمد حسنين هيكل) وهجوماً على المملكة وخاصّة الملك فيصل رحمه الله واتّهامه بالتآمر مع أمريكا بل ومع اسرائيل ضدّ مصلحة العرب.

وهو يفتعل مواقف لا يستدعيها السياق ليروي ما قاله وزير البترول الكويتي عن السّعودية (قبل حرب الخليج) من أنها شركة قديمة في طريقها إلى السقوط في كتابه الأول، وطمع آل سعود في الخلافة باختيار الملك فهد لقب خادم الحرمين تأسّياً بالسّلطان سليم (بعد حرب67).

ولو لم يظهر من محمد حسنين هيكل شيء من التجنّي والعصبية الجاهلية، واعتماده في كتبه على تقرير منفرد، وحقده على ولاة الأمر في المملكة، لقلنا ما قال الله تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا}، وبالدّرجة الأولى لا تظهروا الاهتمام به والدّعاية لكتابه الآتي. وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاوناً على البرّ والتقوى وتحذيراً من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم31 في 1415/1/21هـ.