من سعد الحصيّن إلى مدير إذاعة القرآن الكريم بالرّياض [1] [ملاحظات على بعض البرامج]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الله/ مدير إذاعة القرآن الكريم بالرياض وفقه الله لطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد كتبت أكثر من مرّة مبيّناً ما لمؤسّستكم بفضل الله من أثر في نشر دين الله داخل وخارج المملكة، ولأنها الوحيدة في المجتمع المسلم المؤهّلة لتقديم العقيدة الصّحيحة ودفع الشرك، وتقديم السّنّة الصحيحة ودفع البدعة، بينما ينافسها وسبقها الكثير في تقديم النصوص (للبركة) ونشر الفكر الاسلامي وهو مظنّة الانحراف، فقد رجوتكم أن تقتصروا على تقديم الدّين والدعوة على منهج النّبوّة مبيّناً على الدّليل الصّحيح من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفقه علماء الأمة (خاصة في القرون الثلاثة المفضلة) وفهمهم لهذه النصوص.
وقدمت لكم أمثلة على المخالفات لذلك حرصاً على زيادة ساعات البث ومنافسة الفكر الاسلامي المنحرف بمثله، ومن ذلك ذكرت لكم أن الدكتور حامد بن راجح الشريف نقل حرفياً كلمة عن الحياء من الرسالة القشيرية مرجع الصوفية الأول تناقض كفاحاً كلمات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعندما تهيأ لي سماع الإذاعة مرة أخرى (وهو ما لا يحدث إلاّ قليلاً) التقطت الملاحظات التالية:
1) كثيراً ما ينقل الأذان من الرياض بصوت الشيخ أحمد الأنصاري وهو يمثل ما ذكرته من محاولة مناقشة المبتدعين بمثل بدعهم، فلم يشرع الأذان إلاّ للإعلام بدخول وقت الصّلاة وليس للتّطريب والتلحين والتنغيم المبتدع وإن كان من السّنّة أن يكون المؤذّن نديّ الصّوت بصورة طبيعيّة لا متكلّفة.
2) الشيخ حسن الترابي له حلقة ثابتة في الإذاعة وهو من الحزبيّين الحركيّين حاملي لواء الفكر (الإسلامي) المنحرف وليس في دروسه نشر للسّنّة ولا مدافعة للبدعة، وقد وضع الشيخ/ عبد العزيز بن باز كتابه في العقائد بين الكتب التي يحذّر المسلمين من قراءتها، والحزب (الإسلامي) الذي يتبعه هو الذي حمل لواء فتنة صدّام حسين وغرر بشباب المسلمين وكذب وفجر حقداً وحسداً وبحثاً عن سبيل للظهور الدنيوي، أبطل الله كيد الكائدين.
3) الشيخ عبد الباري محمد رحمه الله له برنامج ثابت: كيف تقرأ القرآن، ومن المخالفات للسّنّة فيه ترتيل الاستعاذة وترتيل صدق الله العظيم وكلاهما لم نؤمر بترتيلهما وليستا من القرآن ولم يجهر النبي صلى الله عليه وسلم بالأولى ولم يرتّلها وليس من سنّته ولا من سنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعده ختام التلاوة بصدق الله العظيم ولا من فعل علماء الأمّة في القرون الثلاثة المفضّلة ولا من فعل من مشى على نهجهم.
ولم يرد في السّنّة تعليم القرآن بالتّرتيل الجماعي، فالأولى أن يقرأ الحذيفي مثلاً (وهو أقرب القرّاء لإصابة السّنّة) جزاه الله خيراً ويترك فراغاً للقارئ بعده منعاً للتّشويش والبدعة.
4) وهناك برنامج ثابت لتعليم القراءات، وفيه من التكلّف والتّنطّع والفيهقة ما يخرجه عن منهج الشرع في تلاوة كتاب الله وتعلمه وتعليمه، ولم نؤمر في شرع الله أن يقرا أحدنا بأكثر من قراءة، لم تكن هذه سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا خلفاؤه الراشدين ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من أئمة الهدى.
5) وكثير من القراء الذين تستعمل الإذاعة تسجيلاتهم مثل الطبلاوي وعبد الباسط عبد الصمد وجميع قراء التمطيط والتلحين لا شك في خروج طريقتهم في القراءة عن السّنّة وكان يغنينا عنهم: الحذيفي والخياط وابن سبيل وإذا كان لابدّ من الخلط بتسجيلات من لم يُعرفوا بالسّنّة والعقيدة الصّحيحة (ولا أرى ضرورة لذلك أبداً) فلتكن قراءة المنشاوي والحصري المرتلة مثلاُ، ولكن لماذا لا نتميّز بالسّنّة في القليل والكثير ونترك لغيرنا البدعة وفيهم كفاية لنشرها.
6) البرامج التي تميّز إذاعة القرآن من المملكة (وهي كما أرجو يراد بها وجه الله لا وجه غيره) برامج الأحكام في العقيدة ثم العبادة ثم المعاملة، ومن أبرزها (نور على الدّرب) وخاصّة للشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان، أي كلّما قربت من الشرع وبعدت عن الفكر رضي الله عنها وأرضى عنها خلقه. وفقكم الله لما يحبّه الله ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم133 في 1413/10/19هـ.