من سعد الحصيّن إلى مدير إذاعة القرآن الكريم بالرّياض [3] [حاطبوا ليل وخرافاتهم]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين وفي وطنٍ أسّس من أوّل يوم للدعوة إليه/ مدير إذاعة القرآن الكريم بالرّياض وفقه الله لخدمة دينه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد لاحظت أن القائمين على الإذاعة حرصاً منهم على إطالة مدّة البثّ يملأون الفراغ بدروس لمن ليسوا أهلاً لهذا المنبر العظيم الذي يبث مثل برنامج (نور على الدّرب).
1) وقد كتبت من قبل أني استمعت لأحدهم واسمه/ فلان (علم الدّين) فيما أتذكّر يدّعي وجوب التّلفّظ بالنّيّة كلّ ليلة صيام وأنه لا يجوز الفطر في السّفر إلاّ حين المشقّة مثل السّفر على الدّواب.
وكلا الحكمين مخالف لشرع الله. وعلى هذا فليس له نصيب من علم ولا علم الدّين.
2) في بداية شهر رمضان من كلّ عام يردّد المذيعون الحديث الضّعيف: «أوّله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النّار»، ورحمة الله ومغفرته وعتقه غير محدّد، وخزائنه ملآى وفضله واسع.
3) في محاضرة الأسبوع بعنوان: شهر الرّحمة والغفران لنبيل العوضي السّاعة 10:30 مساء 1421/9/16هـ أورد عدداً من الخرافات عن الأئمة تقطع الطّريق على محاولة الاقتداء بهم مثل: دعوى أن الإمام أحمد رحمه الله صلّى 300 ركعة كلّ ليلة أثناء سجنه (28شهراً) وبعد خروجه من السّجن صلى 150 ركعة كلّ ليلة، وأنه صام كلّ أيّام سجنه، والإمام أحمد رحمه الله تميّز بتقيّده بالسّنّة، وثبت نهي النبيّ (صلى الله عليه وسلّم وبارك) عن الوصال في الصّوم، وأنه أخبر أنه لا خير في الزيادة على صيام داود عليه السلام وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأنه لم يقم الليل بأكثر من11 ركعة في رمضان ولا غيره. وذكَرَ عن الإمام عن الشافعي رحمه الله أنه كان يختم القرآن في رمضان60 مرّة، ختمة في الليل وختمة في النّهار، والشافعي شيخ أحمد رحمهما الله ومنه ورث التّقيّد بالسّنّة، وثبت نهي النبيّ -صلى الله وسلّم وبارك عليه وآله وصحبه وأتباعه- عن ختم القرآن في أقلّ من ثلاث وأنّه لا يعْقِلُه من فعل ذلك، والقرآن بالتدبّر والتّرتيل والتّرسّل وليس بالهذّ والعدد.
4) في حلقة (تعليم القرآن بطريقة المدارسة) السّاعة 11:15 صباحاً 1421/9/15 (بإدارة أحمد الطويل) وَرَدَ جواز قراءة البسملة في منتصف السّورة بما في ذلك سورة التّوبة، والتّحليل والتّحريم من أمر الله وحده بما ورد في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه (خادمه ومرافقه عشر سنوات) قال: صلّيت مع رسول الله عشر سنوات ومع أبي بكر وعمر (وفي رواية: ومع عثمان) فكانوا لا يستفتحون بها أمّ القرآن (وفي رواية لا يجهرون بها وفي رواية لا يقولونها)، ورأى بعض العلماء قراءتها أول الفاتحة وغيرها من السّور (عدا التّوبة) لأحاديث أقل درجة في الصّحّة والصّراحة. أما قراءتها في منتصف السّورة فلم يقل به أحد من أهل العلم المعتدّ بهم، وعلى المدّعي البيّنة.
آمل أن تخلو برامج رمضان القادم وما بعده وما قبله من الأيّام والأشهر والسّنين من حاطبي الليل وخرافاتهم؛ فلا يليق بإذاعة دولة التّوحيد والسّنّة إلاّ التّوحيد والسّنّة.
وفقكم الله، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم90 في 1422/4/5هـ.