من سعد الحصين إلى أبي محمد [2] [جماعة التبليغ]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي الكبير الكريم/ أبي محمد استعملني الله وإياه في طاعته والدعوة إلى سبيله وموالاة الموحدين من عباده ونشر العقيدة الصحيحة والسّنة ومحاربة البدعة والمبتدعين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإجابة على رسالتكم الكريمة التي استلمتها منكم في7/6 استعنت بالله وكتبت ست صفحات إجابة عليها ثم قرأتها فوجدت فيها من الصراحة ما قد يضيق صدرك عن تحمّله فتركتها وأنا على شبه يقين أنك تعلم من صدقها ما أعلمه فلا فائدة لتقرير ما تقرر ويبقى أن يهدينا الله جميعاً ما دمنا عرفنا الحق أن نتبعه وعرفنا الباطل أن نجتنبه ولو خالف اهواءنا وآراءنا السابقة.
ولكن من حقك إجابة رسالتك بما يلي:
1) أرى أن لديك فرصة عظيمة لإصلاح فساد جماعة التبليغ إذا كان الله مريداً لإصلاحهم على يديك فهم واثقون من أنك تقف بجانبهم، وما دمت قضيت بضع سنين مسخّراً وظيفتك لستر عورتهم فمن حقهم وحقّ الله عليك قبلهم أن تبدأ مرحلة جديدة في محاولة إصلاحهم، فتختم عملك بخير، إذ لا يجوز أن تقابلهم وتزورهم وتؤيدهم وتعادي الصالحين الموحدين من أجلهم ثم لا تقدم لهم نصيحة واحدة لتصحيح منهجهم.
والأمر سهل لمن سهله الله عليه:
عرض منهجهم على الكتاب والسّنّة فما وافقهما احتضنوه وما خالفهما نبذوه، وبما أنك تعرف اشتمال منهجهم على الدعوة إلى الشرك: (يا رسول الله أسألك الشفاعة)، والخرافة: (الكعبة تذهب إلى الصالحين في أماكنهم) والبدعة: (التوسل بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم) وتعرف أنهم يبايعون على الطرق الصوفيّة الأربع فلا أرى ذمتك تبرأ بالسكوت عن النصيحة.
2) بما أنّ الله منّ عليك بمرافقة الوالد الشيخ فصرت تفتي باسمه وتكتب وتختم باسمه وتستعمل مكتبه فيما تريد، فمن شكر الله على هذه النعمة الدينية والدنيوية أن تأخذ بيد الوالد الشيخ فتدله على الحق كما تعرفه، فلا يجوز لمؤتمن أن يخفي سطراً او كلمة ولا يبالغ في مدح ما يحب ولا سب ما يكره.
3) اجتناب الغيبة والنميمة والسب والشتم واستعداء أولي الأمر على إخوانك في الدّين والتوحيد من مشايخ الحرم وأساتذة الشريعة وأعضاء هيئة كبار العلماء، وهم – وإن خالفوك – أولى بولائك من مشايخ التبليغ على فرض أنهم متهمون فقط بالشرك والبدعة والتصوف فكيف والأدلة ماثلة أمامك.
وأختم هذه الرسالة بدعائي الخالص لله أن يعصمنا جميعاً من الفتن والبدع والشك والشرك وأن نكون مفاتيح للخير ونشر العقيدة في بقية المسلمين ومغاليق للشر وألا نتبع النفس والشيطان ونمهد للصوفية والبدعة والخرافة والشرك للعودة لهذه الجزيرة التي منّ الله عليها بميزة خلوّها من مظاهر الشرك.
ويا أخي الكبير الكريم، حاول أن تعيد النظر فيما قدمت وأن تختم حياتك بعمل صالح يمحو ما تقدم من ظلم للنفس أو الغير.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وهدانا جميعاً لأقرب من هذا رشداً.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه في 1408/6/8هـ.