من سعد الحصين إلى محمد الهاشمي [التركيز على التوحيد]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى فضيلة الأستاذ/ د.محمد الهاشمي حمّده الله العاقبة في كلّ أمر، وهَشَمَ بدعوته المتميّزة رأس الشرك والابتداع.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فأهنئكم بما اصطفاكم الله له وميّزكم به من التزام منهاج النّبوّة في الدّعوة إلى الكتاب والسّنّة بِفَهْم أئمة الفقه في القرون المفضلة مع قلّة الملتزمين به من الدّعاة منذ عهد الفاطميّين المظلم حتى اليوم، هدى الله الجميع بهداه، وهذا المنهاج الذي اصطفاكم الله له وميّزكم به هو المنهاج الذي اصطفى الله له جميع رسله وميّزهم به: الدعوة إلى إفراد الله بالعبادة والتحذير من إشراك غيره معه (الأضرحة والمقامات والمزارات والمشاهد خاصّة وغيرها عامّة) كما روى البخاري وابن جرير رحمهما الله قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {وقالوا لا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً} قالا: (أولئك أسماء رجال صالحين فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى مَنْ بَعْدَهم أن ابنوا في مجالسهم أنصاباً، ثم عُبِدَتْ).
وقال الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنه لا إله إلاّ أنا فعبدون} وتركيزكم على التّوحيد والسّنّة وبيان حقيقة الدّين ومعنى تجديده (بالعودة به إلى أصله) دليل على توفيق الله لكم بما لم يوفق له الفضائيات الموصوفة – خطأً – بالإسلامية: إقرأ، والمجْد، ونحوهما. وسرّني تعاون الشيخ عبد الحقّ التّركماني من السّويد معكم أكثر من مرّة فهو خير من عرفت في الخارج علماً ومنهاجاً وعملاً.
زادكم الله من فضله وثبتكم بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم/130 في 1429/9/1هـ.