من سعد الحصين إلى أبي محمد [1] [جماعة التبليغ]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى الأخ الأكبر/ أبي محمد حمّده الله عاقبة عمله في الدّنيا والآخرة، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرجو أن يلهمكم من أمركم رشداً وأن يعيذكم من شر النفس والهوى والشيطان.
وقد وصلتني رسالتكم الكريمة حول جماعة التبليغ وكنت أتحاشى النقاش في موضوعها معكم دائما خشية أن يظهر لك بعض كلامي مخالفة مباشرة لأمرك لأنه بدا لي أنك تأخذ الأمر بصورة شخصية لا موضوعية وهذا ما لا أرجو لنفسي ولا لمن أحبّ وخاصّة من فرض الله علي إجلاله وتكريمه ومن له علي الفضل بعد الله في الصغر والكبر ومن لم أنسه في دعائي بعد والديّ منذ سنوات لا أحصيها عدداً.
الأمر يا أخي الكبير والكريم في نظري كما يلي وعسى الله أن يهدي الجميع لأقرب من هذا رشداً:
سمعت عن جماعة الدعوة وسمعت منهم عنهم ورأيت منهم ما سرني فشاركتهم عملهم سنوات حكمت عليهم بما رأيت وليس بما سمعت عنهم من خير وشر ودافعت عنهم هجوم من لم يبن هجومه عليهم على قضايا ثابتة موثقة، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم قد أكون بالغت في مدحهم والدفاع عنهم: مدحاً لنفسي ودفاعاً عنها لارتباطي بهم، ثم جاء من يقدم لي الدّليل من منهجهم ومن أعمال مشايخهم معه وأحمد الله وأشكره على أن أنقذني من الاستمرار في التعصب على الباطل فكتبت للشيخ سعيد أحمد في المدينة ثم للشيخ إنعام الحسن في الهند ثم له مرة أخرى ومضت شهور قبل أن أعلن رأيي ولما وجدت أن باب الهند مقفل حاولت مع إخواني العرب في السعودية والأردن ثم كتبت للوالد الشيخ عبد العزيز (ثبته الله) عن الموضوع، وبعد أشهر دعيت لكتابة بحث عن جماعة التبليغ في ندوة البحرين لأبيّن ما عرفته عنهم من خير وشر، وواصلت محاولتي تنبيه الوالد الشيخ لأخطار تأييدهم دون بحث أحوالهم ومحاولة اجتذاب مشايخهم (في مقابل التأييد) إلى إصلاح فساد منهجهم وسلوك رؤسائهم وأبرز ما يظهر ذلك في: الدعوة إلى الشرك والخرافة والبدعة في (تبليغي نصاب) وفي خطب مشايخهم، وفي البيعة الطرقية الصوفية، ولكنّي دائماً أجد حاجزاً بيني وبين أذن الوالد الشيخ وقلبه بدليل أن إجاباته على رسائلي إجابات من لم يقرأها، وأكثر من ذلك وجدت محاولة جادة لإخفاء الحقيقة، كلمة (كانوا) تزال من رسالة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله، ويستكتبني أخي أبو محمد رسالة عن الجماعة لنشرها باسم الوالد الشيخ تقوّي موقف الجماعة ضد أعدائها فأكتبها وأنا لازلت واحداً من أفرادها فأجد ولله الحمد من الأمانة الاشارة إلى بعض ما عرفته عنها من السوء إشارة لطيفة بصيغة دعوة مشايخها لإزالتها، فيخفيها أخي الكريم وعند الحاجة يوزّع الصفحة الأخيرة منها ويكتب عليها بقلم سعد الحصين، ينشر تقرير محمد أمان ويخفي تقرير زميله عبد الكريم مرداد، يتحوّل جزء مهم من مكتب الوالد الشيخ لتوزيع ردوده المؤيدة للجماعة وإخفاء ما كتب ضدهم وتبلّغ إدارات ومكاتب الدعوة في الدّاخل والخارج بعدم نشر ما يخالفهم، يحاول عدد من حماة العقيدة بإذن الله من العلماء تنبيه الوالد الشيخ إلى حقيقة المشكلة فنكشّر في وجوههم ونرميهم بالكذب ونقطع طريقهم إلى أذن الوالد الشيخ وقلبه، نكتب للشيخ محمد بن صالح العثيمين (ثبته الله) نسأله عن الجماعة رجاء الحصول على تأييد منه فيردّ بردّ لطيف بما يعلمه فيهم من خير ولكنّه يشير إشارة يسيرة إلى بعض أخطائهم ورأيه في وجوب ذوبان كلّ الجماعات في جماعة المسلمين فنخفي ردّه، لا نريد إلاّ التأييد، أحاول في رسالة عنهم بيان أسماء عدد قليل من مخالفيهم من هيئة كبار العلماء وأساتذة العقيدة والشريعة في جامعاتنا والمحدثين، فيتصل أخي الكريم بعدد منهم يسألهم: هل تكفّرونهم؟ رجاء أن يبدو ردّهم تأييداً للجماعة، وهو يعلم علم اليقين أنني لم أذكر أن أحداً يكفّرهم غير الشيخ علي هندي ولا من يرميهم بالتقية ويؤهلهم للقتل غير الشيخ عبد الرزاق عفيفي، ويعلم أخي الكريم أني لا أوافقهما على هذا الرّأي.
ولم أذكر كلّ من يخالفهم مثل الشيخ/ سفر الحوالي والشيخ/ محمد سعيد القحطاني من جامعة أم القرى ولا الشيخ/ صالح الأطرم والشيخ/ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ من الرياض ولا الشيخ/ عبد العزيز بن حسن آل الشيخ ولا الشيخ/ صالح الزهراني من جدة، هل يجوز لي ولأخي أن نلقى الله ببغض وشتم والتجنّي على أهل السّنّة والمدافعين عنها في مقابل محبة وتأييد ومؤازرة من اتّهموا (على الأقل) بالدعوة إلى الله على غير بصيرة وبالبيعة الطرقية الصوفية وبنشر الشرك والبدعة والخرافة بالقول والعمل؟ وهل يجوز لي أو لأخي أن نتبع الهوى ونتعصب لفئة أو حزب خارج عن جماعة المسلمين بنظام لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً أو عملاً؟ ثم لا نكتفي بذلك بل نرمي معارضي فريقنا بالكذب والتجني والتعصب وفيهم من درس الجماعة وكتبها ولم ندرسها، ومن خرج معهم سنين طويلة ولم نخرج معهم، ومن نعترف بانه يفوقنا علماً وعملاً؟ وهل يجوز لأخي عندما يطلب مني الوالد الشيخ كتابة بحث في البيعة (بعد أن بيّن وفقه الله رأيه فيها بأنها بدعة بجميع ألوانها ما لم تعط لولي الأمر المسلم) فأستكتب خير من عرفت من شباب الأردن (لمعرفتي ومعرفة أخي بعجزي عن ذلك) فيفعل جزاه الله خير الجزاء وكان يعدّ لهذا الأمر من قبل ويظنّه أخي الكريم بحثاً موجّهاً ضد جماعة التبليغ فيرميه بالكذب والتدليس دفاعاً عن بيعة باطلة وهو لم يقرأ البحث ولا عرف عليه مأخذاً ولكنه سمع من أخ آخر أن كاتب البحث نقل نقلاً عن ابن تيمية رحمه الله لا يعتبر دليلاً له، والباحث قد اشار إلى الكتاب والمجلد والصفحة التي نقل منها ولو قرأ أخي الكريم الفقرة المعنية لوجدها مؤيدة للباحث كلّ التأييد، وحتى لو كان الباحث قد أسقط كلمة عمداً من وثيقة أو أسقط 16صفحة وأظهر الصفحة الأخيرة من الرسالة المذكورة أعلاه أو أخفى تقريراً مخالفاً وأظهر تقريراً مؤيداً وحلّ ضيفاً علينا لم يكن لنا الحق في مبادرته بالتكذيب والجفوة والغلظة ولبحثنا عن العذر له ولو في الغضب أو التعصب المعمي عن الحق ولنصحناه بما أمرنا الله به: {بالتي هي أحسن} حتى يظهر لنا تماديه في خطئه فنبين خطأه للناس إذا خشي عليهم من مغبة خطئه وندعو له مع ذلك بالهداية.
اللهم اهدني وأخي لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه اللهم أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم أعذنا من اتباع الهوى والإعجاب بالرّأي والتعصب وحمية الجاهلية، وجزاكم الله خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه في 1408/4/10هـ.