من سعد الحصين إلى محمد بن صالح العثيمين [1] [ملاحظات على منهج جماعة التبليغ]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى الوالد الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين ثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدّنيا وفي الآخرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد أطلعت على ردّ لكم بتاريخ 1407/5/1 على سؤال عن جماعة التبليغ وما تضمّنه من ملاحظات على منهجهم.
ولأني صحبت الجماعة بضع سنوات في الدّاخل والخارج فقد رأيت ابداء ما يلي:
1) لا أرى الاعتراض على أصولهم الستة لأنهم بأكثريتهم عوامّ يستوي في ذلك مشايخهم وأفرادهم.. والدّعوة إلى الله على بصيرة غير ميسّرة لهم.. والتزامهم بهذه الأصول قد يخفّف من أخطائهم.. وخطأ الدّاعي إلى الله في دعوته أخطر من خطأ العابد لسرعة انتشاره.
2) الخطأ الأول الذي يجب تصحيحه قبل غيره: مقصد لا إله إلا الله (الأصل الأول أو الأولى) عند عربهم وعجمهم: إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله أنه لا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت إلاّ هو..
3) الخطأ الثاني: الكتاب الأول في منهجهم للعجم وعنوانه: (تبليغي نصاب) أي نصاب التبليغ.. ينصّ على طلب الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ترون من المشفوعات وعلى زيارة القبر بعد الحج بهذه النّية مستدلين بالحديث الموضوع: «من حجّ ولم يزرني فقد جفاني».
4) الخطأ الثالث الذي يجب التنبّه له ومدافعته لأن تأثيره وصل إلى قلب الجزيرة العربية: مبايعة أميرهم العام أو من ينيبه آلاف العجم منهم ومن (يوثق به) من العرب على الطرق الأربع التي يبايع عليها أهل القارة الهندية عامة: الجشتية والقادرية والنقشبندية والسهروردية.. وفي ردّ أميرهم العام على رسالتي له دافع عنها بأنها بيعة السّنّة والتوبة وليست بيعة البدعة والشرك.. وأحسب أن جميع البيعات (غير بيعة المسلم لولي الأمر) بدعة.. وأنه لا يوجد صوفيّ يقرّ بأنه يبايع على غير السّنّة.
5) الخطأ الرابع: يخرج عربهم وعجمهم إلى المساجد المبنية على القبور فيصلّون فيها ويقيمون فيها ويعايش منهجهم التمسح بها والاستغاثة بها بحجة (دعهم يخرجون فيصلحون) وبحجة (عدم جواز نشر أمراض الأمة).. وهذا إن جاز في المعاصي الصّغيرة فلا يجوز في دعاء غير الله.
6) الخطأ الخامس: اشتمال (تبليغي نصاب) للعجم و(حياة الصحابة) للعرب على سيل من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والقصص الخرافية.. منها قصة الرفاعي وظهور يد النبي صلى الله عليه وسلم من القبر ليقبّلها.. وأنّ أحدهم سلّم على القبر فجاءه الردّ: وعليك السلام يا ولدي.. وأنّ الكعبة تذهب إلى بعض الصّالحين وتطوف حولهم.
7) الخطأ السادس: التدليس.. رياض الصالحين للعرب لأنهم لن يقبلوا (تبليغي نصاب).. وتبليغي نصاب للعجم لأنهم يقبلونه.
وعندما ظهرت أخطاء (تبليغي نصاب) منذ أكثر من سنتين وكثر الكلام فيه غيّروا عنوانه إلى (فضائل الأعمال) وبقي الأصل بين يدي العجم منهم… ولم يرضوا بأي حال تقرير (رياض الصالحين) على العجم مع أنه مترجم ومنتشر في القارة الهندية وغيرها.
8) ليتكم تتفضلون فتبينون الحكم الشرعي في البيعة لغير ولي الأمر لأن أكثر الجماعات الاسلامية وأكثر المسلمين ملتزمون بها.
9) أشارككم التضرع إلى الله أن يذيب هذه الجماعات التي تَفرَّق المسلمون بسببها (وقصدها الخير) وأن يصهرها الله في جماعة واحدة هي حزب الله تتعلق به وبشرعه وتستغني به عن غيره. وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم/115 في 1407/5/15هـ.