من سعد الحصين إلى أخي في الدين [الإعجاز العلمي للقرآن عبث بكتاب الله عز وجل]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين، وفي وطنٍ أُسِّس على منهاج النّبوّة في الدّين والدّعوة من أوّل يوم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فأعيد ملخّص بحث الأخ/ أرشيد عبد الجبار العنزي الذي تفضلتم بتسليمه لي البارحة، وإليكم ما رأيته فيه:
1) ابتلي المسلمون بعد القرون المفضّلة بالتّطلّع إلى الفكر الغربي والانبهار به وبناء فكرهم على أساسه، بدءاً بموقف أوائل مفكريهم من الفكر اليوناني المقتبس من الفكر الهندي الوثني، وظنّ الأوائل أن من الممكن تفسير ما سمّي بالإلهيّات على ضوئه. ثم جاء مفكروا المسلمين في هذا القرن (باسم [بدعة] الفكر الإسلامي) فتباروا منذ طنطاوي جوهري في تفسيره الجواهر – 26 مجلداً – إلى مصطفى محمود في شطحاته الإذاعية والتلفزيونية وفي مؤلفاته وبخاصة محاولته للتّفسير العصري فقالوا على الله بغير علم محاولين إثبات أن القرآن سبق الغربيين إلى النّظريات الكونية. وجاءت ذيول متفرقة لهذا العبث بكتاب الله على غير علم ولا هدى فوضع رشاد خليفة نظرية الرقم19 وحاول د.عوض منصور إثبات صفات الله بالرياضيات وآخر ما رأيته في سلسلة الخرص والظّنّ والوهم: ملخّص بحث الأخ/ أرشد يعتمد على (كنز العمال) وأكثر أحاديثه ضعيفة أو لا أصل لها صحيح. وقد أورد عدداً من الأحاديث الصّحيحة والآيات ولكنه فهمها بما لا نجده في فقه أئمة العلم في القرون المفضّلة، وآخر هذه الأمة ملزم بما كان عليه أولها، قال الله تعالى: {ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم}.
ومفكروا هذا العصر قاصرون عن فقه الأوائل بضعفهم اللّغوي ونقصهم في العلم الشرعي، وأن الحاصل على درجة الدّكتوراه في علوم الشريعة يركّز أكبر اهتمامه على مسألة واحدة أو مسائل قليلة تقليداً للنّظام المدرسي الغربي المعاصر، ويجهل بدهيات في العقيدة فضلاً عن غيرها.
2) من أمثلة الخروج عن المنهج الشرعي في فقه نصوص الكتاب والسّنّة: قراره أنّ عمر الدّنيا 7000 عام بناء على قول الله تعالى: {وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدّون} والحديث الذي أورده بلفظ: «الدّنيا سبعة أيام من أيام الآخرة»، وهذا يذكّرني بقرار رشاد خليفة أن السّاعة ستقوم بعد 350سنة بناء على قول الله تعالى: {ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا} وكلّ هذا قول على الله بغير علم أرى أن نتجنّب وزره.
3) وعلى هذا أرى للأخ/ أرشد ولك ولي إهمال هذا البحث والاكتفاء بفقه الأئمة الأعلام في فقه كتاب الله والصحيح من سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وبارك وعلى آله وصحبه وتابعيه.
وجزى الله الجميع خير الجزاء (بالهداية لأقرب من هذا رشداً) على اهتمامهم بإعلاء كلمة الله على منهاج النّبوّة اليقيني لا على الظنّ، فقد قال الله تعالى: {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإن الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئاً} وقال الله تعالى: {إن يتبعون إلاّ الظّنّ وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربّهم الهدى}.
وفق الله الجميع لاتباع سنّة نبيّه في القول والعمل والفكر،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم/80 في 1421/2/25هـ.