من سعد الحصين إلى جميشد مكتبي [اتّخاذ آيات الله هزوا بالمتاجرة بها]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى جناب الأستاذ الموقّر/ جميشد مكتبي وفقه الله لطاعته.
سلام عليكم وهداية من الله وتسديد للقول والعمل.
أمّا بعد: فقد اطّلعت على رسالتكم بتاريخ 1426/4/1 لأخي وزير المياه والكهرباء وما معها من صورٍ لسجّادٍ إيراني زُيِّن للسّذّج من المسلمين اقتناؤه بتقديم بعض الآيات وغيرها زينة وعَرَضاً من عروض التجارة المبتدعة باسم الإسلام:
أ- والقرآن – كما ذكرتم – (أعظم شأناً) من الاتّجار به أو تزيين الجدران به؛ فلم يكن ذلك من سنّة النّبي صلى الله عليه وسلم ولا سنّة خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم – وهم القدوة -، ولا من فِعْلِ أحد من أصحابه وآل بيته وعلى رأسهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم جميعاً وكانت ربّما وَضَعَتْ سِتْراً على فُرْجَة في الحائط فأمرها النبيّ صلى الله عليه وسلم بإزالته لما فيه من النقوش والفتنة عن الصلاة.
ب- وبعد القرون المفضّلة (وبخاصة بعد العهد الفاطمي الذي ركبه الشيطان لنشر البدع المهلكة وأشنعها: أوثان المشاهد والمزارات، ومنها: إهانة كلمات الله باتّخاذها للزّينة والتّجارة الدنيويّة) افترى المستشرقون (وتَبِعَهم جهلة المسلمين) صَرْف اللغة إلى مصطلحات مبتدعة افْتُرِيَتْ على الإسلام: (النقوش الاسلاميّة والفنّ الإسلامي) ولا يجوز أن يُنْسَب إلى الإسلام إلاّ ما نزل به الوحي في الكتاب والسّنّة، والفقه فيه من أئمة الفقه في الدّين في القرون الأولى وعلى رأسهم – بعد النبي صلى الله عليه وسلّم – خلفاؤه الرّاشدون المهديّون.
ج – ودامت فتنة العلويّين قروناً بعد أن قطع الله دابرهم فلم تقم دولة من دول المسلمين بعدهم بإنكار أوثانهم وبدعهم (وربما كان أولها وأبرزها وثن الحسين في مصر) بل أخذت مأخذهم – منذ الأيّوبيّين حتى آخر سلاطين العثمانيّين – حتى أذن الله بتجديد الدّين والدّعوة بالعودة به إلى أصله في القرن الثاني عشر ثمّ الثالث عشر ثم الرّابع عشر بِعِلْم آل الشيخ وسَيْف آل سعود حفظهم الله قدوة صالحة.
د- ولم يكن (إظهار عظمة الدّين في قولكم) ولن يكون بصرف المسلمين عن تدبّر كتاب الله (الفريضة العظيمة) باتّخاذ آيات الله هُزُواً بالمتاجرة بها (حياكة على الحرير بأنامل رشيقة) ولا (تحويلها مع الزّمن تراثاً أثريّاً نادراً) يشترى بها ثمناً قليلاً. ولكن هذا من نتائج تفَرُّق المسلمين شِيَعاً وطوائف وجماعات وفرقاً وأحزاباً: قدريّة ومعتزلة، وخوارج وشِيْعة، وصوفيّة وقبوريّة، ومفكّرين وحركيّين، ثم أعلنت أحزابٌ متأخّرة أهدافَها الدّنيويّة: 1) المال؛ فظهرت مسمّيات البنوك الإسلاميّة والمدارس الإسلاميّة والمستشفيات والنوادي الرّياضية الإسلاميّة، 2) أو اغتصاب السّلطة؛ فظهرت الدعوة إلى إدخال السّياسة الرخيصة (لا الشرعية) في الدّين باسم الجهاد الوهمي الخيالي الإجرامي: يعتدي ويغدر ويفجر ويقتل النّفس التي حرّم الله قتلها إلاّ بالحقّ على منهج الصبّاح وصفوي.
هـ- والصّلاة التي اخترتموها على النبيّ صلى الله عليه وسلم: صلاة مبتدعة كمثل تجارتكم. وفقكم الله. والسلام عليكم.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم/98 في 1426/9/4هـ.