من سعد الحصين إلى عباس الراوي [أسباب النجاة من الفتن في بلاد الكفر]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي الحبيب في الله/ عباس الراوي أرواه الله من الكوثر وثبته بالقول الثابت في الحياة الدّنيا والآخرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد تلقيت بسرور رسالتكم الكريمة بدون تاريخ ورسالة أخرى عن مسجد أورنس لجمعية الرعاية الاسلامية الباكستانيان ومعها رسالة إمام المسجد مؤرخة في1985/10/7 كلها تلقيتها قبل يومين أو ثلاثة بسبب غيابي عن الأردن أكثر من شهرين.
سرني أن يسر الله لكم أمر العيش وأرجو الله أن يحفظ عليكم دينكم وأن يوظفكم في الدّعوة إليه وهي الوظيفة التي تجيز الإقامة في بلاد الكفر وتدفع عنكم شرّ الفتن ما ظهر منها وما بطن.. لأن الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه يهرب من الدعوة والداعي إلى الله أكثر مما يهرب من مجرد العبادة والعابد.. بدليل الحديث الصحيح الذي بيّن أن الشيطان يهرب عند الأذان والإقامة ويعود بعد انتهائهما وبدء الصلاة.
ووجود الفتن والصبر على الطاعة وعن المعصية مع توفرها سبب لزيادة الحسنات والدرجات في الجنّة بإذن الله.. لأن المسلم الصالح ليس سببا في وجودها ولا يتحمّل وزر ما لم يفعل ولكن المهمّ موقفه منها: أيقاومها ويحذّر غيرها منها أو ينجرف مع تيارها؟ والله سبحانه وتعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قد هدانا إلى كيفية الاحتراز من الشر والشيطان: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}.. {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.. {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من النّاس}.. {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين*وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون}.. وورد في الأحاديث الصحيحة أن من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرّة كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك.. (إضافة على الأجور الأخرى) وأن من قرأ آية الكرسي لم يقربه شيطان.. وأن من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة كفتاه.. وأن من سمّى الله عند الدخول إلى بيته حرم الشيطان من المبيت فيه.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداوم على النفث في يديه وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثم يمسح بهما جسده عند النوم.. وأخيراً: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
أما مسألة القرض فلا أسمح لك بتقديم شيء لا تستغني عنه ولو متّ غير قادر على أدائه فلا حرج عليك.. ونيتي المسامحة قبل القرض وبعده..
وعن المسجد فإن الأخ الامام كرر جملة تبليغ الإسلام وأعرف أنه كانت هناك في القارة الهندية جماعة بهذا الاسم من القبوريين فأرجو التأكد من أنه ليس منهم وهم غير جماعة التبليغ.
وفقك الله لطاعته واستعملك فيما يرضيه ووظفك في الدّعوة إليه وبلّغك رضاه أنت وأهلك الصالحين وأخينا قصي وأهله والصالحين من عباده جميعاً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم55 في 1406/3/20هـ.