من سعد الحصين إلى وفاء بنت عمر [1] [تدبّر القرآن أهمّ من حفظه]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصيّن إلى الأخت/ وفاء بنت عمر، عمر الله قلبها بالإيمان واليقين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فقد وصلت إليّ رسالة بلا تاريخ فلعلّها لم تتأخّر كثيراً فأكون قد تأخّرت في الإجابة.

والحمد لله على اهتمامك بحفظ كتاب الله (وإن كان تدبّره أهمّ من حفظه، قال الله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب}، ولا شك أن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخَرِب، ولكن أكثر الصحابة رضي الله عنهم شُغِلوا بالتّدبر والعمل عن حفظه ونقشه والتقعّر في تجويده والتّكَلُّف في التطريب به وتلحينه، وشُغِلنا نحن في هذا العصر، بل منذ انتهاء القرون المفضلة، بشكله عن محتواه.

والحفظ من المصحف أسهل من الحفظ من الشريط، وليس لديّ (إصدارات خاصّة بالحفظ) وأرى أنّ التّلوين المبتدع حدثُ في الدّين لم يكن عليه خير هذه الأمّة.

ورغبة في الاستجابة لطلبك إليك نسخة من المصحف يسهل حملها والتّنقّل بها والحفظ منها.

ولكن ورد عن كبار الصحابة رضي الله عنهم قول أحدهم: تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيماناً، وإليك كتاب صغير قليل الأوراق ولكنّه يُعَلّم الإيمان (الاعتقاد) ويُعَلّم العبادات (العمل) على ما كان عليه زمن النبي صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وزمن تابعيه في القرون المفضّلة خيراً من الجامعات، أرجو الله أن ينفعك بذلك ويتقبّله.

وفقك الله للدّعوة إلى سبيله على بصيرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم/237 في 1421/7/6هـ.