من سعد الحصين إلى محمد عبد الهادي لافي [1] [التصوف والجهل والضلال]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدين الشيخ/ محمد عبد الهادي لافي هداه الله سنة نبيه وأعاذه من نزغات شياطين الجن والإنس.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد وصلتني رسالتك المؤرخة 1415/7/29 وتتضمن تأكيدك أنك على العقيدة الصحيحة أو السّنّة الصحيحة.
ولا أظنّ أكثر المنحرفين عن نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة إلاّ ويظنّون أنهم على الهدى كما قال الله تعالى عن الضالّين: {ويحسبون أنّهم مهتدون}، ولا يجوز لمسلم أن يحكم على قلب بشر، ولكننا ندين الناس بأفعالهم، ونشرك لرسالة الدّعوة إلى التّصوّف ورمي من أنكره بالجهل والضّلال انحراف عن السّنّة إلى البدعة، ومقدّمتك لها انحراف أشدّ، ولم يخطر ببالي أن الدّافع لذلك فساد في النّيّة، ولكنه الجهل والعجلة على النشر مع قلّة البضاعة.
وهذه نتائج وأسباب الزّي الدّيني الموحّد المبتدع، يحسبه الظّمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.
ويا أخي ليس كلّ كتاب أو كلّ رسالة أو كلّ عمامة ميزان للحق، بل المرجع كتاب الله وسنّة نبيّه وفقه القرون الثلاثة المفضلة، هل تجد فيها كلمة التصوف أو الصوفية؟ وما أصدق من قال: إن كان التصوف هو الإسلام فلنا في الإسلام غنى عنه، وإن كان التصوف غير الإسلام فما حاجتنا إليه، ولا شك أنه غير الإسلام سواء في فلسفته أو سفسطته عند الغزالي ثم ابن عربي ومن على شاكلتهما، أو في خرافاته وخزعبلاته عند أغلبية الصّوفية في الماضي والحاضر.
ولن أكرّر ما قلته من تفاصيل في الرّسالة السّابقة فأرجو أن تقرأها مرة أخرى، ثم اقرأ مرة أخرى النص الوحيد الذي يمكن أو يستحق أن ينظر فيه مرتين للاستدلال لرأيك: كلام ابن تيمية رحمه الله من أوله تجده يتكلم عن الزّهاد والعبّاد (وإن سماهم من بعدهم صوفية وإن لم يكونوا منهم).
ولو مدحت الزّهد والعبادة لما وقعت فيما وقعت فيه.
ثمّ إن كلاًّ يؤخذ من قوله ويردّ إلا المعصوم عن الخطأ صلى الله عليه وسلم.. هات نصوص الكتاب والسّنّة، وهات فقه الأئمة في القرون الثلاثة المفضلة لهذه النصوص، وتمسك بالحقيقة والشريعة واليقين، واترك أوهام الجهال والمبطلين. ومرة أخيرة: أنت مطالب بنشر إحدى الرسائل التي أرسلتها إليك في التّصوّف إلاّ إذا كنت تعترض على شيء منها فهات اعتراضك، واكتب مقدمة لها ملخصاً ما فيها كما فعلت برسالة التّصوف الفكري ولا أقول الإسلامي فالإسلام مبرأ من الابتداع.
وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم161 في 1415/8/9هـ.