من سعد الحصين إلى المدير العام للشئون الإدارية والمالية [الاستغلال الشخصي للدعوة]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى فضيلة المدير العام للشئون الإدارية والمالية وفقه الله لطاعته وبلغه رضاه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد:

1) فأشكر الله ثم أشكركم وأدعوا الله أن يتولّى عنّي جزاءكم لما قدّمتموه لي من فضل لا أستحقّه.

2) كنت ذكرت لكم واقعة مطالبة بعض الإخوة باستئجار مساكن لمديري مراكز الدّعوة باسم المستودعات، وقد اعترضت على ذلك في حينه، ولكني تأكدت الآن أن ذلك قد تحقق لبعض المراكز. ولو كان يجوز لموظف حكومي خداع وليّ أمره للكسب الشخصي، فإنه لا يجوز للدعاة إلى الله في بلد التوحيد والسّنّة أن يخدعوا وليّ أمرهم وينهبوا بيت مال المسلمين ويخالفوا أنظمتها.

وما دمتم قد عدلتم عن تخفيض 20% من الأجور فإني أرى إلغاء استئجار أكثر من بناء للمكتب، واستمرار حثّ مديري المراكز على خفض الأجور ما أمكن.

3) أعتذر عن التدخل في شئون الاخرين، ولكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وظيفتي) تدخّل في شئون الآخرين. وأنا أقترح ولا أفرض، ولكن الظروف الماليّة التي تمرّ بالعالم (ونحن جزء منه وخير ما فيه بفضل الله) تصل بي إلى درجة الإلحاح، جزء من النصيحة لولاة الأمر.

4) أكثر اهتمامنا (ووظيفتنا: الدعوة إلى الله على بصيرة) يتحول من الموضوع إلى الشكل، ومن المصلحة الدّينية إلى المصلحة الدّنيويّة، ومن المصلحة العامة إلى المصلحة الخاصّة (كما يلاحظ المتتبع لاجتماعاتنا كلها وآخرها ما التقينا فيه).

وهذا الانحراف (على سوئه) باهض التكلفة في أصعب الظروف الماليّة التي مرّت بنا منذ عشرات السّنين.

في الاجتماعين الذين حضرتهما (قبل الأخير) طُلبت مني الكلمة الافتتاحية فرجوت الإخوة أن نرتفع بأنفسنا عن مجرّد المطالبة بالمال والمتاع (ونصيبنا منهما أكثر من حاجتنا واستحقاقنا) وأن نهتمّ بمحتوى الدّعوة وموضوعها وأسلوبها لنعود بها إلى السّنّة والقدوة الصالحة: ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه.

ولكنّنا (في كلّ مرّة) ننظر إلى أسفل: {ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه} نستغفر الله ونتوب إليه.

وفقكم الله، وسدّد خطاكم، وأصلح بكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم/4 في 1415/1/4هـ.