من سعد الحصين إلى محمد بن محمد لافي [2] [ملاحظات على رسالة أكثرها لا يوثق به]
بسم الله الرحمن الرحيم من سعد الحصين إلى أخي في الدّين/ الشيخ محمد بن محمد بن عبد الهادي لافي حمّده الله العاقبة في كلّ أمر، ووفقه لمنهاج النبوة في الدّين والدّعوة. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمّا بعد: فقد وصلتني رسالتك قبل يومين مؤرخة 1420/4/26 وصّلك الله لما يرضيه، وحمدت الله على منّته عليك بالرغبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكل وسيلة شرعية. وقد أعدت الاطلاع على رسائلك التي تدل على نشاطك وجهدك وحرصك على الخير، وفقني الله وإياك لأقرب من هذا رشدا. وأحسبني بيّنت لأخي في المرّة السّابقة عجزي عن إعانته على نشر مثل هذه الرسائل لأسباب منها: 1) تركيزها على أمور جزئية (وفرعيّة إن صحّ اللفظ) ونسيانها للأمر الأعظم والأهمّ الذي أرسل الله به كلّ رسله: إفراد الله بالعبادة ونفيها عمّا سواه. والذي أحرص عليه هو العكس فكلّ ما ننشره يهتمّ بالأهم ويغلّبه على المهمّ، إليكم مثلاً عليه: 2) رسالة (ألا لله الدّين الخالص) التي أُرسل لكم منها نسخة مع هذه الرسالة تقدّم الدّين كلّه في 76 صفحة بدليله الصّحيح. 3) أهمّ رسالة لكم: (الصلاة)، مثلاً للنّقص فيها من أوّل صفحة: – لم يصف الله نبيّه، ولم يصف نبيه نفسه بأنه أعظم العظماء وأنبل النبلاء سيد الأولين والآخرين، بل ورد النّهي عن: ملك الأملاك في الحديث المتفق عليه، وقس على مثله من الأوصاف المركّبة التي لا تليق إلاّ بالله. – نهى فقهاء الأمّة عن أخذ الأحكام الشرعية من كتب التاريخ والسّير بل من الآية المحكمة والحديث المسند الصحيح. كل هذا في ص2، ويزيد عليه: – آخر وصايا النّبي صلى الله عليه وسلّم التي كرّرها في مرض موته وهو يعالج سكرات الموت: النهي عن شرك القبور: «لعن الله اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» [متفق عليه]، ومن رواية أبي عبيدة رضي الله عنه: آخر ما تكلّم به النبي صلى الله عليه وسلم: «…واعلموا أن شرار النّاس الذين اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد» رواه إمام السّنّة أحمد بن حنبل رحمه الله. – لم تبيّن الرّسالة أهمّ ما في أمر الصلاة وهو صفتها، مع أن من بين مراجع الرّسالة (وأكثرها لا يوثق بها): كيفية الصلاة لعبدو عيسى وفقه الصلاة للحفناوي. وكان الأليق بداعٍ إلى الله على منهاج النّبوّة أن يبيّن صفة الصّلاة كما جاءت في الكتاب والسنّة الصحيحة. – ذكرتم أن الصّلاة (أول فريضة فرضها الله عزّ وجلّ من فوق السماوات العلى وبدون واسطة أو وحي)، وهل فُرض غيرها كذلك؟ وهل كان فرضها إلاّ وحياً أو من وراء حجاب؟ ص4. – ذكرتم أن الصلاة (أعظم ركن) من أركان الإسلام والدليل: «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة»، والحديث فيه مقال، ولو صحّ فخير منه حديث جبريل عليه السلام الذي بيّن أنّها الركن الثاني بعد الشهادتين. وحديث (رأس الأمر) نفسه عند من صحّحه يبيّن أنّها في الدّرجة الثانية من الأهمّية. 4) وثاني أهمّ رسالة لكم: (رسائل رجبيّة) إذ بينت أنه لم يصح في تخصيص رجب بالعبادة حديث، ولكنها وقعت فيما هو شرّ من هذه البدعة وهو الإشادة بما يسمى زوراً (خليل الرحمن)، وعدّه من المقدّسات، والدّفاع عن (مصلّينا في الخليل) ص9، وما مسجد الخليل إلاّ معبد أوثانٍ تبع فيه المسلمون بدعة اليهود والنّصارى مصداقاً للحديث: «لتتبعن سنن من كان قبلكم…» [متفق عيه]، بل ابتدع فيه المسلمون – بعد أن جعله الأيوبيّون مسجداً – أكثر مما فعل من قبلهم فبنوا سبعة أوثان: اثنان في المصلّى، وخمسة في الفناء الدّاخلي وهو مصلّى أيضاً أصلح الله أحوالنا وأحوال المسلمين وجنّبنا وإيّاهم التّقرّب إلى الله بمعصيته، والحقيقة أن ما يسمى الحرم الإبراهيمي الشريف معبد أوثان جمع الشيطان عليه اليهود – وهم أول من أسّسه على الشرك – والنّصارى والمنتمون للإسلام والسّنّة، ولا تجوز الصّلاة فيه فرضاً ولا نفلاً لأنه – مثل مسجد الضّرار بل هو أسوأ لم يأسّس على التّقوى من أوّل يوم، بل أسّس على الشرك بالله من قبل ومن بعد. 5) أساس الخطأ في الفهم الرّجوع إلى فكر المفكرين حتى في تفسير كتاب الله عزّ وجل من الفخر الرازي إلى سيّد قطب، وضعيف الحديث. آمل من أخي في الدّين الثبات على منهاج النّبوّة في الدّين والدّعوة، وهو الوحي من نصوص الكتاب والسّنّة وفقه الأئمة الأُوَل في فقه هذه النصوص. فهذا هو الميزان الثابت الذي يجمعنا على الحق، أمّا فكر من يسمّون بالمفكرين الإسلاميّين فلا يؤدي إلاّ إلى الاختلاف والتّفرق ثم الضّلال عن شرع الله تعالى وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين. الرسالة رقم/199 في 1420/5/20هـ. |