من سعد الحصين إلى ابي الزبير المغربي [3] [إجابة على أسئلة الإخوة المقيمين في فرنسا]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أبي الزبير، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أما بعد:

فإشارة إلى أسئلة الإخوة في الدّين المقيمين في فرنسا؛ آمل تذكّر أنّي لست أهلاً للقول على شرع الله، فمنذ تخرّجت من كلّية الشريعة بمكة المباركة عام 1376، لم أَعُدْ لدراسة أحكام العبادات والمعاملات لاختياري التّركيز على الاعتقاد الأهمّ والأعظم لقلّة اهتمام الدّعاة به: الاعتقاد.

ولكنّي استجابة لرغبتكم ورغبتهم أبدي رأيي بصفتي طالب علم مسلم يدلي برأيه ضمن آراء إخوانه طلاب العلم:

1) جلسة الاستراحة للمصلِّي إذا كان في وِتْرٍ من صلاته سنّة، وليست واجبة، بل إنّي أرى أنّها سنّة إذا احتاج المصلِّي للاستراحة، ومن هنا جاء اسمها بعد انقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومتّبعيه وسلّم.

2) ما جعل الله علينا في الدّين من حرج بفضله ومنّته ورحمته، فليس على غير جار المسجد الصّلاة في المسجد (في حال البرد الشّديد والرّياح الشديدة بخاصّةٍ)، بل كان المؤذِّن في المسجد النبوي في القرن الأوّل، في حال المطر والوحل يقول: (صلّوا في رحالكم)، فإذا زالت أوقات الشّدّة فعلى المسلم القادر على الوصول إلى المسجد الصّلاة مع جماعة المسلمين في المسجد اتّباعاً لما كان عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، ولئلا يَحْرِم المسلم نفسه من زيادة الدّرجات ومضاعفة الحسنات، وليسهل عليه أداء النوافل واستكمال الأذكار المشروعة الثابتة.

3) إذا تغيّر الجوّ وزادت الأمطار أو الثلوج والبرد فللماشي إلى المسجد إذا شقّ عليه استكمال طريقه إليه العودة إلى منزله للصّلاة فيه، وإذا تحقّقت المشقّة شُرِعَ التّيسير، يسّر الله لكم ولنا ولكلّ مسلم أقرب الطّرق إلى رضاه وثوابه.

4) الضمير في {فدنا فتدلى} يعود إلى جبريل عليه السلام كما في الصحيحين من حديث مسروق عن عائشة وحديث زِرّ عن ابن مسعود رضي الله عنهم جميعاً، فجبريل هو الذي {دنا فتدلى*فكان قاب قوسين أو أدنى} من النبي صلى الله عليه وسلم، وهي إحدى المرّتين اللتين رأى النبيُّ جبريلَ – صلى الله عليهما وسلم وبارك – في صورته الحقيقية.

ومن تأوّل الدّنوّ والتّدلّي بدنوّ الأمر والحكمة فقد أخطأ مرّتين: أولاً: بإضافته إلى الله تعالى، والإضافة الصحيحة إلى جبريل، وثانياً: وقع في مثل تأويل المبتدعة لحديث نزول الله تعالى كلّ ليلة في آخرها إلى السّماء الدّنيا. تجاوز الله عنا وعنهم جميعاً،

5) ليس للوالد أو البنت من الزّنى أي حقّ من الحقوق الشّرعيّة للابن أو البنت من الزّواج.

ولكن للوالد أو الوالدة أن يكفل أيّ منهما ولده من الزّنى، ولعل الله أن يهديهما للتوبة وأن يتقبلها منهما وأن يعطيهما أجر كفالة اليتيم «أنا وكافل اليتيم كهاتين». هذا ما فهمت أنّه يُحْكم به هنا شرعاً.

6) العرقات في العامّية: خشبتان متقاطعتان+ توضع فوق وعاء من الجلد يستخرج به الماء من البئر وعلى الصّليب في الكيّ على قمّة الرّأس.

7) رَيِّض: بمعنى: التّأخر؛ أنت ريِّضْ= ستتأخّر أكثر.

8) شيبة الحمد سعوديّ بالتّجنّس من مصر، وهو لا بأس به وإن لم تكن دعوة التّوحيد أكبر همّه هدانا الله وإياه، وقد يجيز التّوسل بالمخلوق، ولكن الحصول على الكتب التي يوزّعها أمر آخر فإن كانت صالحة فالحمد لله وإن كانت دون ذلك فحصولكم عليها خير من غيركم ولا تذكر اسمي له وإلا فلن تحصل منه على شيء.

9) لا مانع من الإشارة إلى الهلالي بأنه العلامة المغربي تقي الدّين الهلالي رحمه الله وخلفه في أهله بصلاحهم، ولا أذكر أني كتبت له عن الحجاب، وغير مستغرب أن أفعل، لأني فهمت أنّه جادل الشيخ ابن باز رحمه الله أكثر من مرّة في هذا الأمر.

وليس بمستغرب أن يثني على البنّا رحمه الله لأنّ كثيراً من العلماء مخدوعون بدعاية حزبه هداهم الله.

10) أرى أن للقائمين على صرف زكاة غيرهم الإنفاق منها على وسائل صرفها (مثل وقود السّيّارة)، وعلى مستحقّي الزّكاة من أهلهم بدون إذن مُخْرِج الزّكاة، هذا رأيي ولعلك تسأل الشيخ صالح الفوزان عن الحكم الشرعي.

11) الورقة التي سألتم عنها أمس ليست بخطّي ولا أعرف من خطّها، ولست ممّن يهتم بالحبشي وأمثاله فهو مثل أكثر علماء المنتمين للسّنّة في هذا العصر: أشعريّ صوفيّ.

وهو محدِّث درّس الشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وهو مثل غيره ممن درَس أو درّس صناعة الحديث.

12) القول بأن هذا يوم أسود أو منحوس: الأولى تركه.

13) القول بأن هذا وقع بسبب أنك منحوس: الأولى تركه.

14) الشيخ الألباني رحمه الله لا يجوز اتّهامه بالإرجاء بسبب لفظ مختلف فيه، فهو مضادٌّ للإرجاء وناهٍ عنه، وسبق أن اتًّهِم أبو حنيفة والبخاري رحمهما الله للسّبب نفسه ودافع ابن تيمية رحمه الله عنهما وأمثالهما بأن الخلاف لفظي فلا يجيز اتّهام صاحبه بالإرجاء وهو من خير أهل السّنّة.

15) الشيخ صالح العثيمين طالب علم جيّد، ولكن لم أسمع عنه اهتماماً بالدّعوة إلى الله على منهاج النبوّة تجاوز الله عن الجميع، وهو من الأسرة نفسها التي جاء منها الشيخ محمد رحمهما الله. ولا أذكر إلا قليلاً من ردّ الشيخ على خطاباتي له، ولعلي أجد ملفّات في الأردن للوارد من الشيخ وغيره، وأغلب ظنّي أني سلّمتها لأحد الإخوة العاملين معي هناك واسمه معاضب العنزي بعد موافقة المسئولين على ذلك. والأسئلة المفيدة تستحق النظر فيها والأولى عرضها على الشيخ الفوزان وأمثاله أما أنا فلست أهلا للإجابة على أكثرها.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه في 1435/1/27هـ.