من سعد الحصين إلى سعود بن محمد بن عوشن [3]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين والدّعوة/ الشيخ سعود بن محمد العوشن وفقه الله لطاعته على سنّة نبيّه صلى الله عليه وسلّم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد تلقيت رسالتكم الكريمة برقم 93 في 1416/4/1هـ، جزاكم الله خير الجزاء، ويبدوا أننا نقترب بفضل الله من الاتفاق على نهج لغوي على الأقل وأكثر الخلاف بين العرب لغوي ولكنه يقف بينهم وبين الوصول إلى الاتفاق الشرعي، وبقي:
1) قلتم: (أنت زكيت عملاً لم تحط به على أعمال أخرى لم تحط بها) وأرجوا التفضّل بسرعة توضيح ذلك ما هو العمل الذي (زكيته) ولم أحط به، وما هي الأعمال التي (زكيت عليها) ولم أحط بها؟ لأني كنت أظنّ أني لا أزكي على الله أحداً، ولا أزكي منهجاً غير منهج النبوّة وإحاطتي به متعارف عليها:
درسته عام 1363 إلى عام 1376 حيث أنهيت دراسة الشريعة قبل أربعين سنة وقضيت 8سنوات أحاول التوفيق بين منهج التبليغ ومنهج النبوّة حتى اعترفت بفشلي وانصرفت إلى منهج النبوّة وحده وهو ما أزكّيه.
وأزكيه على منهج التّبليغ ومنهج الإخوان ومنهج التحرير ومنهج الجهاد ومنهج السّروريّين ومنهج القطبيّين، وهذه ليست مجرّد أسماء كما أشرت مثل الكتيبة الحمراء والكتيبة الخضراء في جيش المسلمين القدوة مع أني أجهل وجود كتيبة حمراء وخضراء في جيش محمد صلى الله عليه وسلم ولكني لا أعترض على وجود كتائب وألوية ورايات في جيش واحد بقيادة معصومة أو أمرائها على منهجها.
الذي أعارضه – راجياً العودة إلى رسائلي السابقة للتّأكّد – هو وجود مناهج مختلفة في الدّين والدّعوة إليه ينقصها أهم ما يميّز منهج النّبوّة: نشر العقيدة الصّحيحة والسّنّة في العبادات والمعاملات.
أهم رسالة لحسن البنّا رحمه الله (التعاليم) يعدّد فيها واجبات (الأخ المسلم) ويذكر أدقّ التفاصيل ومنها: تخفيف شرب الشاي والقهوة ومن وصاياه للولاة توحيد الزّي، وتنظيم المصايف على شاطئ البحر، ولكنه لم يندب عضو الجماعة أو الحزب إلى نشر توحيد العبودية ولا تخفيف عبادة أوثان البدوي والحسين وقنديل أم هاشم الخ.
وأهم كتاب لمنهج التحرير لتقي الدّين النبهاني رحمه الله وهو أكبر حجماً وأكثر تفصيلاً لا ينسى تقرير جواز النظر للصور العارية وتقبيل المرأة لغير محرم، ولكنه لا يذكر كلمة واحدة عن توحيد العبودية الذي بُعِث به كلّ رسول ولا النهي عن عبادة أوثان المقامات والأضرحة ومنها ما يتنافس عليه المنتمون إلى السّنة واليهود مثل مسجد الخليل لشيء واحد: الشرك بالله.
ولن أكرر ما ذكرته لك عن جماعة التّبليغ التي يقبع مركزها الأصلي بين أوثان نظام الدّين أولياء وليس في منهجها المحفوظ ولا تطبيقها إشارة إلى محاولة إصلاح هذا الشرك الأكبر.
لا شكّ عندي أن الجميع يريدون الخير ولذلك رددت كثيراً: (إني لا أشك في حسن النّيّة ولا أشك في فساد العمل.
نعم! الجميع يدّعي أنّه يمشي على الكتاب والسّنّة، وقد أعلن (شيخ العقل) أن الدّروز ملتزمون (بالسّير وفقاً للكتاب والسّنّة يحلّون ما أحلاّ ويحرمون ما حرّما) ونشر ذلك في (مجلّة الضحى) الدرزية في لبنان، وأكد ذلك رسميّاً في سوريا في لقاء مع مفتيها قبل بضعة أشهر، ولكن ما رأيك في الدّعاوى إذا خالفتها البيّنات؟
وأرجوا إذا كان لديك بيّنة عن اشتمال منهج التّبليغ أو التحرير أو الإخوان أو واقع عملهم ونشاط عمر عبد الرحمن ومحمد سرور زين العابدين وهو خيرهم من الناحية النّظريّة أو آثار سيّد قطب رحمه الله على نشر توحيد العبوديّة والسنّة ومحاربة الشرك الأكبر المتمثّل في الأضرحة والمزارات والمشاهد ألاّ تبخل على أخيك بها حتى لا يظلم أحداً.
أكبر همّ التبليغ سنن العادات وأكبر همّ الخمسة الآخرين: الفتنة بين المسلمين ومن ولاّهم الله أمرهم، هدانا الله وإياكم وإياهم جميعاً لأقرب من هذا رشدا.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم 89 في 1416/4/24هـ.