من سعد الحصين إلى سعود بن محمد بن عوشن [2]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين والدعوة/ سعود بن محمد بن عوشن وفقه الله لطاعته والدعوة إليه على سبيل رسوله صلى الله عليه وسلم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد تلقيت نسخة من تقرير عن حفلات التخرج في الفلبين أثابكم الله وسدّد خطاكم.
ومثل هذا التقرير يسرّ من حيث الشّكل والكمّ والمظهر عامّة ولكنّه لا يعطي أيّ تأكيد عما هو أهمّ: المخبر، وقد وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتقليل الاهتمام بالأول وصرف الاهتمام جُلّه إلى الثاني: «إنّ الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، «ربّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه»، وحديث الرضيع الذي أعجبت أمه بمظهر أحد المارة ذوي المظاهر فقالت: اللهم اجعل ولدي مثل هذا، فترك الثدي وقال: اللهم لا تجعلني مثله، والعكس، وحديث الذي مرّ على الرّسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعجب مظهره الكثير من الناس فقالوا: إنه حريّ إن تكلّم أن يسمع له وإن خطب أن ينكح، والعكس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزّري المظهر: «هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا» والإشارة الأخيرة لذي المظهر. أذكر هذا لأن مجال الدّعوة اليوم أكثر ما يشغل بالحركة والعدد والكم والشكل ويطغى ذلك عن الأهم.
وفقكم الله للدعوة إلى سبيله على بصيرة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه. تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم 205 في 1415/11/4هـ.