من سعد الحصين إلى محمد بن عبد الله السالم [الإسراء والمعراج وتناسخ الأرواح]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الله/ محمد بن عبد الله السالم سلمه الله من كلّ شرّ.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فتذكيراً بالحديث مع الإخوة عن حوادث الإسراء والمعراج فقد وجدت أنسب بحث في الموضوع ما كتبه الشيخ/ خير الدّين وانلي وطبع بعنوان: (معراج المصطفى) صلى الله عليه وسلم.
ولأن البحث كتب للعامّة فلم يدخل في تفاصيل الخلاف حول عدد من القضايا وإن وردت إشارة عابرة إليها مثل هل كان المعراج بالروح والجسد أو بالروح وحدها ص22 وهل كانت في اليقظة أو رؤيا منامية ص40 كما أشار إلى قصص المعراج المتداولة ص32 ومنها المسماة (معراج ابن عباس).
وقد أثبت ما دار حوله الكلام من نقل النبي صلى الله عليه وسلم وصفاً لعذاب أهل النار مما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسّند الصحيح وإن لم يتضمن إجابته عن شبهة الجزاء قبل الحساب.
ومن جانبي أعيد الإشارة إلى أمرين:
1) أن أمور الغيب يجب التسليم بها إذا ثبتت بالنص من الكتاب والسّنّة بصرف النّظر عن الاقتناع العقلي بها.. فالعقول متفاوتة ولا نخضع الإيمان بالغيب (وهو أول صفات المؤمنين) للإدراك الحسّي أصلاً.
2) أن ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم هو الحياة البرزخيّة لمن رآهم من الأنبياء فمن دونهم من الصالحين والطالحين ولا تترجم الحياة البرزخيّة بمقاييس الحياة العادية.. والأرجح كما قلت من قبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلع على الصورة الغيبية لما بعد الحساب.. والقضاء والقدر والجزاء والتيسير والتخيير مظاهر لعدل الله سبحانه وتعالى بين خلقه ليعرف الجميع طريق الخير وطريق الشر وتختلف بهم الطريقان حسب عمل كلّ منهم للجنة أو النار.
ملاحظة:
أما موضوع تناسخ الأرواح فلا شك أنه تسلل إلينا من الديانات الهندية القديمة فقد سبقتنا إليه.. وليس لأئمة المسلمين في تفسير قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم..}الخ. إلا تفسيران:
1) أن الأمر تم في عالم الأرواح للجميع من البداية حتى النهاية.
2) أنه أخذ كل آدمي من ظهر آدمي وفطره على الإسلام وهداه إليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.