من سعد الحصيّن إلى مانع الجهني [3] [أهمّ تحدّيات العصر وكلّ عصر: وثنيّة المزارات]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى الأخ في الدّين و في وطنٍ أسّس على الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة و هدم مظاهر الشرك والبدعة من أوّل يوم / د.مانع الجهني الأمين العام لندوة الشباب المسلم وفقهم الله للعمل بمنهاج النّبوّة.
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أمّا بعد: فإشارة إلى رسالتكم المتضمّنة رغبتكم في الحصول على نسخ من مطبوعاتنا؛ إليكم ما يلي.
1) عدداً من المتوفّر و المناسب لحاجتكم من هذه المطبوعات.
2) وقد تلاحظون من هذه النّسخ ومن قائمة مطبوعاتنا التي سبقت لكم تركيزنا على العقيدة والأحكام الشرعيّة وهي أهم ما أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه في كلّ عصر ومكان.
3) وبالمناسبة، إليكم نسخة من خطة إعداد الدّعاة التي وفق الله وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدّعوة إلى اقتراحها و صياغتها والعمل على إقرارها في مجلس وزراء الأوقاف والشئون الإسلاميّة في العالم المسلم، وعلينا وعليكم مسئولية تنفيذها في حدود الأمانة التي حملناها (وبخاصّة في أسس الدّعوة ومنهاجها وأهدافها وعلمها ومن توجّه إليه ومعوّقاتها) وإلا فإننا نخون هذه الأمانة.
4) وللأسف فإنّ مؤتمر النّدوة قبل بضعة أشهر في عمّان عن الشباب المسلم والتحدّيات المعاصرة في آخر جمادى الآخرة 1419، أخفق (مثل أكثر مؤتمرات النّدوة أو كلّها)في أداء هذه الأمانة وضاعت أموال وجهود وأوقات المسلمين في قضايا ثانويّة، ولم يدر بخلد المنظّمين للمؤتمر أنّ أهمّ التّحدّيات (كما قالوا) في هذا العصر وفي كلّ عصر منذ أسكن الله آدم الأرض حتى تقوم الساعة:
إفراد الله بالعبادة وترك الشرك الأكبر بأوثان الأضرحة والمشاهد والمزارات والمقامات التي لا تتمعّر لها قلوب ولا وجوه ولا أقلام الحركيّين والحزبيّين الموصوفين بالإسلاميّين في فلسطين والجزائر والسّودان وسوريا ومصر وتركيا وتونس وليبيا وفي كلّ مكان، وأكثر المسلمين في هذه البلاد وبقية مناطق المسلمين يتقرّبون بها إلى الله كالمشركين قبلهم، وبلاد العجم مثلها في ذلك أو تزيد.
أمّا بقية الكبائر والصّغائر فقد يأتيها المسلم وهو يعلم أنّها معصية يرجى له التّوبة منها والاستغفار {وجنّات تجري من تحتها الأنهار}.
وأمّا الشّبهات التي يثيرها النّصارى وبخاصّة في السّنوات الأخيرة فيؤسفني أن أقول: أنّ سببها الأوّل، الحركيّة الموصوفة بالإسلاميّة والمنحرفة عن منهاج الإسلام في دعوة أهل الكتاب فقد شمّر الحركيّون (وأشهرهم ديدات) هداهم الله عن ألسنتهم ومناظراتهم ومعرفتهم بالإنجيل وجهلهم بالكتاب والسنّة؛ فجادلوا أهل الكتاب بالتي هي أسوأ، وسبّوا الإنجيل واتّهموه على رؤوس الأشهاد بالركاكة والتناقض، فردّ النّصارى بالمثل. وصدق الله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن}، وصدق الله: {ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم}، وصدق رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم إذ نهى أن يسبّ الرّجل أباه وفسّرها بأن يسبّ أبا الرّجل فيسبّ أباه ويسبّ أمّه فيسبّ أمّه.
والحركيّون لا يعلمون حدود قول الله وقول الأفّاكين في التّوراة والإنجيل، بل هم يجهلون ويجهّلون الناس بدينهم، وقد يردّون شيئاً ممّا أنزل الله.
ويخصّون الشباب بالدّعوة وما خصّهم الله ولا رسوله بشيء من الدّين ولا الدّعوة إليه.
ويثيرون الشباب بحماسهم وضعف بصيرتهم بشعار الحكم بغير ما أنزل الله ويخصّون به الحكّام خلافاً لكتاب الله وسنّة رسوله، ويتغاضون عن حكم المحكومين بغير ما أنزل الله وأوّلهم الحركيّون بامتطائهم مصطلح (الإسلامي والإسلاميّة) المُحْدَث لأغراضهم الدّنيويّة وأهمّها السلطة.
هدانا الله وإيّاكم لأقرب من هذا رشدا.
سعد الحصيّن- 1420/1/25هـ.