من سعد الحصين إلى وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بالإنابة [المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس حبر على ورق ثم على الرّف]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى فضيلة وكيل الوزارة للشئون الإسلاميّة بالإنابة، كفاه الله شرّ النّائبات، ووفقه لخدمة دينه والدعوة إليه على بصيرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فإجابة لسؤالكم رقم 987/418/3/3 في 1420/5/20هـ عن المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس وطلبه الإعانة لإقامة ندوة عن القدس في عمّان؛ آمل الإحاطة بما يلي:
1) المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس في عمّان لا يقدّم ولا يؤخّر ولا يغني عن بيت المقدس شيئاً، قد يُصدر احتجاجاً على اليهود، وقد يعقد ندوة لمثل ذلك، ولكنه الحبر على الورق ثم على الرّف.
2) والقدس يتنازعها اليهود وهم المسيطرون إداريّاً على المدينة، وبيت الشّرق (ممثلا غير رسمي للسّلطة الفلسطينيّة) وهو مهدّد بالإغلاق منذ بضعة أشهر، وتقوم دولة الأردن بصرف رواتب الموظّفين في المسجد الأقصى، وقد أعلنت استعدادها للتّنازل عن ذلك للسّلطة الفلسطينيّة وفقاً لطلبها.
3) والأمر الأهمّ: تطهيره من البدع والخرافات كما يليق بالبقعة الثالثة في التّقديس والفضل بعد المسجد النبوي والمسجد الحرام؛ لا يدخل في اهتمام المؤتمر ولا غيره، وأكثر القائمين عليه وزوّاره والرّاغبين في استعادته – على اختلاف مللهم – ينصرف أكثر اهتمامهم من النّاحية الدّينيّة إلى قبّة الصّخرة يرمزون بها للمسجد، وينسجون حولها الأساطير، وهي لا قداسة لها (زيادة على وجودها في الأرض المقدّسة) ولم يشرع الله تخصيصها، ولم يثبت عن النّبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديث يخصّها عن ما حولها بفضل ولا عبادة، يقول ابن تيمية رحمه الله: لم يدخلها عمر ولم يزرها غيره من الصحابة رضي الله عنهم في زيارتهم للقدس، وإنما هي قبلة لليهود يقدّسونها، ونسخها الله (مثل يوم السّبت) فلا يجوز تخصيصها بعبادة. أنظر الفتاوى (ج27 ص10-12).
وقد حفظ الله دولتنا المباركة (التي ميّزها الله بتأسيسها على الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك والبدعة) فعصمها من المساهمة في بناء القبّة قبل بضع سنوات.
وهذه القبّة (مثل القبّة على بيت عائشة رضي الله عنها) إنما أحدثها الحكّام الأمويّون بدعة لم يكن عليها أمر النّبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولا أمر أصحابه القدوة رضي الله عنهم، وكانت الصّخرة مكشوفة في زمنهم بل وفي زمن يزيد ومروان، وإنّما بناها عبد الملك بن مروان تشجيعاً لاكتفاء أهل الشام بزيارتها عن الحج والعمرة ومقابلة عدوّه عبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما، في رأي ابن تيمية (المرجع نفسه).
4) د.عزّت جرادات (الأمين العام للمؤتمر) هو وزير التربية والتعليم في الحكومة الأردنية الحاضرة، وهو من خير القائمين على المؤتمر، ولكن ذلك لا يغيّر الرّأي السّابق في المؤتمر.
5) وعلى هذا لا أرى تحقيق طلبه الإعانة.
وفقكم الله والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/215 في 1420/6/3هـ.