من سعد الحصين إلى مصلح الجابري [الأضرحة والمزارات هي الأوثان والأنصاب في كل عصر]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين ووطنٍ أسّس على الدعوة إلى منهاج النبوة، الأستاذ/مصلح الجابري أصلح الله حاله ومآله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فإجابة على سؤالكم حول دعوة وزير الحج في بلاد ودولة التّوحيد والسّنّة لافتتاح مسجد أبي عبيدة في غور الأردن، آمل الإحاطة بما يلي:
1) أسّس المسجد والمقام قبل مائة عام تقريباً بناء على رؤيا أحد المخرّفين أن أبا عبيدة رضي الله عنه دفن في المكان المعروف باسمه الآن.
2) ولو صحّ أنّ أبا عبيدة رضي الله عنه (أو لم يصحّ) قُبِر في هذا المكان فلا يجوز اتخاذه مسجداً، ولا البناء عليه، ولا تصحّ فيه الصلاة؛ فقد كرّر النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاته لعن من فعل ذلك كما وردت بضعة أحاديث في صحيح البخاري ومسلم.
3) أوثان المشركين منذ قوم نوح ما كانت إلاّ مِثْلَ ذلك: فقد ورد في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى في سورة نوح: {وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً}: أولئك أسماء رجال صالحين، لما ماتوا أوحى الشيطان إلى من بعدهم أن ابنوا في مجالسهم أنصاباً. وورد في بعض السّير: أن اللاّت كان رجلاً صالحاً يلتّ السّويق للحجاج، فلما مات بنوا له مقاماً وعبدوه. فالأضرحة والمقامات والمشاهد والمزارات هي الأوثان والأنصاب في كلّ عصر، والأصنام صُوَر من شيّدت باسمهم.
4) مملكتنا المباركة تميّزت دولتها بالقيام على هدم مظاهر الشرك والبدع؛ فهي أطهر – بفضل الله – من المساهمة في الاحتفال بما يناقض ذلك.
وفقكم الله. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/207 في 1420/5/27هـ.