من سعد الحصيّن إلى سمو رئيس المجلس الأعلى للإعلام [المبالغة صفة ملازمة للمهنيين العرب]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصيّن إلى سموّ رئيس المجلس الأعلى للإعلام أعزّه الله بطاعته ونصر به دينه.

أمّا بعد: فإن المبالغة صفة ملازمة للمهنيين العرب في هذا العصر في كلّ مجال والاسراف (عامّةً)، ملازم للجميع.

وأقصر هذه الأسطر على مراقبتي المطبوعات فقد لاحظت كثيراً أنّهم يبالغون في أداء وظيفتهم إلى ما يتجاوز حدود الشرع والعقل ويسيئون من حيث يظنّون أنّهم يحسنون.

وقد رأيت أموالاً عامّةً وخاصّة لا يستهان بها تصرف باسم الدّين فيما ليس من الدّين، في هذا الوقت الذي تمرّ فيه بلاد الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة بما تمرّ به أكثر بلدان العالم من نقص في المال؛ وكتبت في جريدة الجزيرة تحذيراً من الإسراف الذي لا يحبّه الله باسم التّقرّب إلى الله وجئت بمثال: شراء ورقة المصحف من جلد الغزال بمئات الألوف يشتريها السّذّج من الأثرياء (أو السّذّج من الموظّفين على حساب الخزانة العامّة) فحذفت الفقرة الأخيرة إرضاءً للرّقابة الرّسميّة.

لقد زُيِّن للنّاس (والشباب بخاصّة) حبّ النّقد العلني للحكّام ومن الخير أن يستغلّ هذا الاتّجاه للإصلاح بدلاً من الفتنة.

وأرى أن يقصر منع النقد العام على ذوات الأسرة المالكة، وأن يفتح باب النّقد الصحيح للإدارة العامّة أو الخاصّة وهي في حاجة ماسّة إليه.

وفقكم الله، وأعزّكم، وحفظكم ذخراً للإسلام والمسلمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/65 في 1418/2/27هـ.