من سعد الحصين إلى سليمان بن عبيد الرئيس العام لشؤون الحرمين [ملاحظة في المسجد الحرام]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الله الشيخ/ سليمان بن عبيد الرئيس العام لشؤون الحرمين.. وفقه الله لخدمة الإسلام والمسلمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد لاحظت أن الحرم المكّي يكاد يخلو من الدّروس بعد صلاة الفجر.. وفي غير المواسم لا يوجد غير درس واحد للشيخ/ محمد مكّي سعوديّ من أصل هندي يقوم بالتّدريس في المدرسة الصّولتية.. ومما سمعته منه وعنه لا يوثق به وقد نبّهت إلى ذلك من قبل..
والحجاج والمعتمرون وعمّار المسجد الحرام من المقيمين حوله أمانة في أعناقنا نسأل عنهم يوم القيامة ولدينا ما نقدّم لهم من فضل الله غير الأدوات الكهربائية والمنزلية التي يحرصون على التزوّد بها من هذا البلد الحرام.. أغلبية بلاد المسلمين تعيش على البدع والخرافات وعبادة الأضرحة بالنّذر والذّبح والدعاء.. وأغلبية المسلمين كذلك.. وزيارتهم لهذه البلاد التي طهّرها الله (من آثار الوثنية القديمة والجديدة) فرصة لتزويدهم بالعقيدة الصحيحة.
ولتحقيق ذلك أرى إلزام أئمة الحرم المكّي بالتّدريس فيه يوميّاً (وليس بالتّناوب كالإمامة).. الوظيفة التي ولاّهم الله إياها منة عظيمة من الله عليهم يحقّ لها أن تقدّر حقّ قدرها بالمحافظة على الصّلاة في المسجد الحرام والتّدريس فيه.. أذكر مرة غاب فيها الإمام فقدّم للإمامة رجل أعرفه بالفسق والسكر والتّدخين والغفلة عن ذكر الله.. ومرّة قدّم فيها أحد العاملين في هيئة الأمر بالمعروف وهو لا يحسن القراءة لأن أئمة الحرم لا يأخذون أماكنهم خلف الإمام إذا كانت الإمامة في فرض مّا لغيرهم.
وهم ولله الحمد أهل علم وفضل وخلق كريم وأهل إن شاء الله لاصطفاء الله لهم وتخصيصه إياهم بهذه الوظيفة القيادية العالمية.. وهنيئاً لكم ولهم بذلك.
هذه ملاحظة مسلم ضعيف يرجو من الله التسديد ويستغفره من الخطأ والزلل ويعرف أن المؤمن مرآة أخيه. وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/81 في 1406/5/4هـ.