من سعد الحصيّن إلى صالح العبود [محمد زهران وحسّان علوش مثلاً في طلب العلم وإن تقدّم السّن]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى الأخ في الله/ الدكتور صالح العبود أصلح الله حاله ومآله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فجزاكم الله خير الجزاء على رسالتكم رقم4499 في 1418/7/30 بشأن قبول/ فارس بن علي الخطيب، وإن كنت لا أرضاها لكم ولا له، فقد تعلمت من خبرتي في الإدارة التعليمية أربعين سنة الحذر من تحوّل النظام الإداري إلى حبل يخنق المصلحة العامة دينا ودنيا:
1) طلبت من عبد المحسن العبّاد ختم الله لنا وله ولكم بالعمل الصّالح والجنّة أن يقبل طالباً عمره أربعون سنة فبيّن لي أن الحدّ الأقصى للسّن: 20، فحاججته بأن النّظام ليس وحياً، فقد وُضع لحفظ المصلحة وإذا كانت المصلحة تخالفه فيجب شرعاً مخالفته؛ فقبل حجّتي ودَرَس الرّجل وتخرّج وعيّن داعياً.
2) وقُبِل محمد زهران علوش في المعهد الثانوي وهو في مثل سنّ فارس وتخرّج وعيّن قبل شهر داعياً إلى الله على بصيرة وخيراً من أبيه.
3) وقُبل حسّان علوش في المتوسّط أو الثانوي وهو أصغر من فارس ويدرس الآن في الجامعة وأرجوا من الله أن يكون خيراً من أبيه وأخيه.
4) وقبل بضع سنوات أقنعت سعود العطشان بقبول طالب سوري في الثانوي لعلّ الله أن ينقذ به مسجد الزبداني الكبير وينقذه من معهد كفتارو، وبعد أن قابله معي: اقتنع، وهو في سنّ فارس ومستواه الدّراسي.
5) ولما جاء خبر تعيينكم حمدت الله وشكرته وظننت أنّ فُرص أهل السّنّة في القبول ستكثر، وهذا ما أدعو الله أن يوفقكم إليه أكثر مما سبق.
6) رفضتم قبول ذبيح الله (وكان هو الأفغاني الوحيد الذي توقعت أن يصلح الله به جماعته الأفغان والبخارية) بحجّة أنه قليل الدّرجات في دراسته الثانوية وأنّه لا يحمل إقامة، وقلّة الدرجات وكثرتها لا تصلح حَكَماً على مستقبل المسلم، ولو قبلته الجامعة لصحّحت وضع إقامته.
7) أوقع بنوا إسرائيل أنفسهم في الحرَج والاثم بالتّشدّد في تطبيق حرفيّة الأمر، والبحث عن المصلحة من شرع الله في مواطنها.
8) لن أعذركم في الحالتين ولكنّي سأواصل الدّعاء لكم بالهداية والتّوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/281 في 1418/8/6هـ.