من سعد الحصين إلى عبد الإله المؤيد [تأييد الحزب الإخواني المفسد لحزب البعث الملحد في اعتدائه على بلاد التوحيد والسّنّة]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين/ عبد الإله المؤيد مدير مكتب الرابطة في الرياض وفقه الله.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فقد كنت أتوقع لقاءكم في مكّة لتبادل وجهات النّظر حول الدّعوة إلى الله وأيّ مناهجها المعاصرة يسير على منهاج النّبوّة.. وإذ لم يقدّر الله ذلك رأيت كتابة هذه الرسالة لأنّه ليس من الغريب ألاّ نلتقي فقد سار كلّ منا في طريق مختلف وإن ادّعى كل منا تمسّكه بالشريعة والسّنّة في الدّعوة إلى الله.

وزاد من حرصي على كتابة هذه الأسطر ما قرأته في الشرق الأوسط عدد4476 في 91/3/1 ص12 عن رأيكم في الأحداث التي فضح الله بها الأحزاب العربية الملحدة والأحزاب (الإسلاميّة) الوصولية الباحثة عن السّلطة بأي واسطة.

وتساءلت: إذا كان أخي عبد الإله يعرف عن صدّام (منذ سنوات طويلة بأنه (زعيم ملحد تلميذ نصراني اشتراكي عدو للإسلام ومواقفه كلها على مدى تاريخ حكمه كانت حرباً على الإسلام وأهله لم يعرف المسلمون والجماعات (الإسلاميّة) والحركات (الإسلاميّة الشريفة) موقفاً إسلاميّاً واحداً له..) الخ.. إذا كان أخي عبد الإله يعرف عن صدام كلّ ذلك أو بعضه فما رأيه في موقف حزب (الإخوان المسلمين) وحزب التّحرير (الإسلامي) وحزب الجهاد (الإسلامي) من تأييد صدّام وانطباعي عن الأخ/ عبد الإله أنّه يعدّ هذه الأحزاب (الإسلاميّة) شريفة وخاصّة الأول منها وأسبقها إلى حضن صدّام قبل عشر سنوات على الأقلّ.

كنت أرجو الله أن يوقض عدداً من شباب جزيرة العرب (وشيبها أيضاً) ليدركوا أنّهم عندما اختاروا منهج الإخوان المسلمين في الدّعوة إلى الله استبدلوا {الذي هو أدنى بالذي هو خير} وانحرفوا عن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي أرسله الله به.. ومثلهم من اختار منهج النبهاني أو محمد إلياس أو الشاذلي أو النقشبندي أو الجيلاني أو التيجاني أو غيرهم رحم الله من مات على التوحيد منهم.

كيف يجوز في الشرع أو في العقل أن أترك القدوة الوحيدة المعصومة {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} وأنتمي إلى قدوة هي مظنّة النقص والخطأ والتقصير.. أو جعلها واسطة بيني وبين الله ورسوله.. وما جرّ الأوائل والأواخر إلى الشرك إلا مثل هذه الوساطة: {ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى}.. ولئن عذرنا من نَشَأ خارج جزيرة العرب وألِفَ البدع والفتن والتّحزّبات (الإسلامية) فكيف نعذر ممن ولد في الجزيرة التي ميّزها الله بدعوة التّوحيد والسّنة والسلامة من التفرق في الدّين باسم التّجمّع الإسلامي والحركة الإسلاميّة.. كنت أعذر أخي عبد الاله في استبداله الفكر الاسلامي والثقافة الإسلامية والتربية الإسلامية المعرضة للخطأ، بشرع الله الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}.. كنت أعذره في ذلك لاعتقاد خاطئ بأنه ممن قدموا إلى الجزيرة من الزّبير وجلّ الإسلاميّين منهم تلقّف شرع الإخوان لجهله بشرع الله في الدّين أو الدّعوة إليه وفوجئت بتصحيح أحد الإخوة لهذا الخطأ أثناء نقاش عن الجماعات (الإسلاميّة) التي غزت جزيرة العرب في هذا العصر وانشبت أظافرها في جسد وروح الوحدة الدّينيّة على التّوحيد والسّنّة ومنهج النّبوّة في الدّعوة إليهما.

لقد تولى الإخوان (المسلمون) كِبْر مناصرة الطغيان صراحة وعلى منابر المساجد وكراسي دور العلم ووسائل الإعلام ومن سكت منهم في الدّول التي عارضت الطغيان فإنما هو الخداع التكتيكي الذي تعودناه منهم لحفظ خطّ الرجعة. وأعماهم البحث عن السّلطة عن المقارنة بين العراق الذي يضيق بالأصنام في الساحات العامّة وإباحة الخمور والزنى واللواط وسبّ الرّب واستبدال منهج البعث العربي الاشتراكي العفلقي بشرع الله.. وبين الكويت التي لا يوجد فيها شيء من ذلك.. وبين السّعودية التي ميّزها الله عن كلّ بلد مسلم وكافر بالمحاكم الشّرعية وإقامة الحدود وفرض الحجاب ومنع المعاصي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدّعوة إلى التوحيد والسنّة في الداخل والخارج وراية لا إله إلا الله محمد رسول الله وإيقاف اللهو والتجارة وقت الصلاة..الخ.. {وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها}.

فهلاّ استيقظنا من رقدتنا وتبعيتنا لمناهج البشر وقدنا العالم إلى شرع الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلّم إلى التوحيد والسّنّة التي قام عليها مجتمع الجزيرة من قبل ومن بعد وقامت عليها الدّولة التي أولتنا أمر الدّعوة إلى الله على بصيرة: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني}.

هداني الله وإياك وجميع الدّعاة وجميع الأمّة لأقرب من هذا رشداً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/108 في 1411/10/3هـ.