من سعد الحصيّن إلى الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي [الدعوة إلى الله بالفوضى الفكريّة]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين/ الأمين العام للنّدوة العالميّة للشباب الإسلامي أنقذها الله من منهج الفكر الإسلامي وردّها إلى منهج الوحي الإلهي.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فاستجابة لرسالتكم رقم711 في1412/12/7 ومقدّمتكم لكتاب: قالوا عن الإسلام لعماد الدّين خليل كتبت هذه الأسطر.
كان أوّل السطر ما وقع عليه نظري في هذه المجموعة ص189 قول يوجينا ستشيجفسكا رقم1: إنّ القرآن والنّبي صلى الله عليه وسلم أمرا بالعمل والاجتهاد في كلّ شيء قال الله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.
وأحب أن أنبهكم وأنبّه من استكتبتموه هذه الفوضى الفكريّة إلى أن توجيه الشباب المسلم لا يجوز أن يترك لأي مؤلف وأي أعجميّ تحول إلى الاسلام وخاصّة في جزيرة العرب حيث منّ الله عليها وميّزها بخيرة علماء الشريعة.. والله ورسوله لم يأمرا إلا بعمل الخير والاجتهاد في سبيل دين الله ولابدّ للعمل الذي يوافق أمر الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يكون خالصاً لله وأن يكون على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والآية لا تدلّ على الأمر بالعمل المطلق ولا على مشروعيّته.. ولكنّ الفكر التّائه الذي زيّنه الشيطان (بوصفه بالإسلامي) يقود إلى التّيه والضّلال عن تدبّر كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وفقه الأئمة الاعلام.
ولا تظنّوا أنكم تتخلّصون من اثم القيادة الفكرية بديلاً عن الهوى المعصوم بإشارتكم إلى أنكم (قد لا تتفقون بالضرورة مع جزئية وردت في هذه الشهادة أو تلك ذلك لأن لهؤلاء الشهود ظروفهم النفسية والاجتماعية التي قد تحجب عنهم جوانب من الحقّ) فقد كان في وسعكم الطلب من أحد علماء الشرع (لا الفكر) أن ينتقي من أقوال أهل العلم الشرعي (لا الفكري) ما يفي بالغرض.. ولو أخطأ لما لامك أحد.
ولكن النّدوة من أساسها كما ذكرت لكم من قبل مبنيّة على المنهج الفكري للحزبيّة الإسلاميّة المبتدعة ولذلك تتكرّر أخطاءكم ولا تعذرون.
ولا يغرّنكم ما ذكرتم من ادّعاء أن احدى نشراتكم تحت هذا العنوان (لاقت استحساناً كبيراً وأصبحت مادّة الدّعوة للإسلام داخل المملكة وخارجها) فكلّ هذا باطل:
1) لأن كثرة الاستحسان تدلّ على الضّلال أكثر مما تدلّ على الهدى.. قال الله تعالى: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله}.. {ولكن أكثر النّاس لا يعلمون}.. {وما يتبع أكثرهم إلاّ ظنّاً}.. {وقليل من عبادي الشكور}.. {وقليل ما هم}..
2) لأنّ مادّة (الدّعوة للإسلام) حسب تعبيركم الانشائي يجب أن تبقى داخل المملكة – خاصّة – وخارجها – عامّة -: تصحيح المعتقد ونشر السّنّة ومحاربة البدعة كما شرعها الله وسنّها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّا إذا أصبحت (مادّة الدعوة) أقوال عدد من الرّجال والنّساء الأعاجم دخلوا الإسلام ولكنهم كالأعراب من البادية: {أجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} فإنما ذلك نتيجة توسيد الأمر إلى غير أهله: إلى المؤسّسات والأفراد تحت سيطرة الحزبيّة الإسلاميّة دمّرها الله قبل أن تدمّر شرعه.
وفي الختام أذكّركم بقول الله تعالى: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} هدانا الله وإياكم لأقرب من هذا رشدا.
وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/22 في 1413/1/20هـ.