من سعد الحصين إلى الأستاذ أبي طارق

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى معالي الأستاذ الأخ في الدّين وفي وطنٍ أسِّس من أوّل يوم على تجديد الدّين بالعودة إلى ما كان عليه من قَبْل: الأستاذ أبي طارق وفّقهم الله جميعاً لطاعته ونصر بهم دينه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فأشكر الله ثم أشكركم جميعاً على حسن الضّيافة وكريم الخلق وتحمّل مخالفة الأكثريّة مثلي، والخلاف في الرّأي لا يفسد للودّ قضيّة كما تفضّلتم إلاّ لمحادٍّ لله ورسوله فلا يجوز موادّته: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم}.

ولعلّكم تذكرون كيف كنت لا أوافق أخي الأستاذ/ بندر ولا يوافقني فيما يسمّيه: (الجرح والتّعديل) وكان يدعوا لي وأدعوا له، ولم يلق أحدنا من أخيه كلمة نابية فلا يليق للمسلم ولا منه إلاّ المجادلة بالحسنى.

والجرح والتعديل خاصّ برواة الأحاديث، وهو اصطلاح حادث نفع الله به في الحكم على قبول الحديث أو رفضه.

وهو مثل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر الوارد في الكتاب والسّنّة وحفظ الله به الدّين من جرائم الشبهات والشهوات.

ولعلّك تذكر وصيّة أحد الإخوة لي بإبلاغ أخويّ صالح وعبد الله بأنّ عليهم نصح الولاة جَلْباً للإصلاح ودَرْءاً للإفساد، والجواب: نرجوا الله أن نكون من النّاصحين للرّعاة وللرّعية لا فاضحين، ويظهر من ولايتنا في مراحلها الثلاث من محمد بن سعود رحمه الله إلى اليوم أنهم وحدهم يمنعون الأوثان وزوايا التّصوّف وغيرها من البدع ويحكّمون شرع الله في كلّ أحكام الاعتقاد والعبادات وجلّ المعاملات أمّا الاشاعات فلا يجوز ترديدها شرعاً، ولا الحكم بها دون تثبّت: {يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}. ومن أصول الاعتقاد الصّلاة وراء كلّ برٍّ وفاجر من الولاة والدّعاء لهم وعدم الخروج عليهم بقول ولا فعل. والرّدّ على مُعْلن الشبهة والفتنة واجب شرعي بقدر وجوب ستر معصية الشهوة، وفقكم الله لرضاه.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين – الرسالة رقم/16 في 1430/02/6هـ.