من سعد الحصين إلى سعود بن عبد العزيز بن صالح المقرن
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأستاذ الأديب/ سعود بن عبد العزيز بن صالح المقرن زاده الله من فضله وأسعده وأعزّه وأصلح حاله ومآله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد وجدت بين أوراقي رسالة كريمة منكم غير مؤرّخة عن عزمكم على إصدار مؤلّف عن أخينا الحبيب والدكم عبد العزيز غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جنّاته.
وأذكره رحمه الله بحسن خلقه وحبّه للمرح ومَحَبَّة من عَرَفَه له حتّى لقد كانت حياته وذكراه نسيماً عليلاً ينشر البهجة والفرحة والأمل في قلوب ونفوس معارفه.
كان خفيف الجسم خفيف الظّلّ وأرجوا الله أن يجعله ثقيل الميزان يوم الدّين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
وكان مما عرفت من سلامة قلبه: سلامة اعتقاده من الشرك، وسلامة عبادته من الابتداع، وسلامة لسانه من الغيبة والنّميمة، وسلامة صدره من الحقد والحسد والغلّ وأرجوا الله أن يصدِّق حسن ظنّي فيه بعفوه وكرمه وإحسانه، وإثابته برفع درجاته.
ومع أنّه سبقني سنّاً وتعليماً بما لا يقلّ عن سنتين أو ثلاث فكان يتواضع فيتحفني ببعض ملحه وطرائفه التي تميّز بها عن الجميع، ثم بزيارته لي في الرّياض بعد انتقالنا إليه.
وكان والده العظيم جدّكم صالح من أعزّ أصدقاء والدي رحمهما الله بتأييده وكرمه ومرحه الذي ورثه منه والدكم الكريم، ومن معرفتي لهما وبرّي بهما فإنّي أخصّه بالدّعاء كلّ ليلة مع من أخصّ من أصدقاء والديّ رحمهم الله وأظلّهم في ظلّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه وإيّاكم.
أثابكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/19 في 1430/2/7هـ.