من سعد الحصيّن إلى عبد العزيز الراشد [1]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى أخي في الدّين والرّحم، وفي وطنٍ أسِّس على الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة من أوّل يوم، نعمة من الله وتفضيلاً على البلاد والعباد والدّول منذ القرون المفضّلة/ الأستاذ عبد العزيز الراشد، سلك الله به سبيل الرشاد.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فإنّ نصيبي من المجاملات (التي اعتادها النّاس ولم يُلْزِمْنا بها الله) قليل، نقصاً وتقصيراً، ورغبة عن لزوم ما لا يلزم.
ولكنّي أعجبت بشغل اجتماعات الأهل بالأسئلة تحريكاً للأذهان حتى لا تأسَنْ، وحتى لا ينصرف كلّ اثنين أو ثلاثة من المجتمعين للغيبة وترديد الشائعات كما هي العادة غالباً.
وكان الشيخ ابن سعدي رحمه الله يطلب من بعض تلاميذه إذا ذهبوا معه في زيارة أن يسألوه عن شيء من الأحكام الشرعيّة ولو عرفوا الجواب؛ حتى يشغلوا المجلس في ما يفيد.
ولا شكّ أن الأسئلة لو حوّلت إلى الأحكام الشّرعيّة لكانت أقرب للشرع والحكمة والعقل للأسباب التّالية:
1) لوجود ميزان يُعْرَف به الصّواب من الخطأ: الكتاب والسّنّة وفقه الأئمّة، أما الظنّ والعاطفة فلا يُعْرف بهما الحقّ: {إنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئاً}.
2) غالبيّة المسلمين لا يحضرون دروس الدّين، والدّين سبب وجودهم، فيمتطون الظّنّ والعاطفة، ويحسبون اقتناعهم بأمر دليل على صحّته.
3) سيظلّ أغلب المسلمين في حاجة إلى معرفة الحقّ الذي جاء به الوحي، والفقه فيه: {ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}.
وإليك بعض مقالات متفرّقة تبيّن لك ذلك.
وفقكم الله جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كتبه سعد بن عبد الرحمن الحصيّن – الرسالة رقم/9 في 1421/1/12هـ.