خيانة منهاج النبوة في بلاده ودولته [نقد الندوة العالمية للشباب الإخوانيّة]

خيانة منهاج النبوة في بلاده ودولته [نقد الندوة العالمية للشباب الإخوانيّة]

بسم الله الرحمن الرحيم

أ) نقل ملحق الرسالة من جريدة المدينة في 1428/8/4هـ ادعاء د.صالح الوهيبي أن (الندوة العالمية للشباب الإسلامي لا تتبع أي تيار)، ولا أظنه يجهل أن حزب الإخوان المسلمين (رأس الفتنة في رأي سمو الأمير نايف نصر الله به دينه وفي رأي كل من عرف الحق ولم يتعصب للباطل) قد اغتصب الندوة منذ أول يوم عام 1393هـ، وقد عمل عدد من قادته (توتونجي وعلواني وبرزنجي وطالب وعاكف وأمثالهم) على توجيه توصيات مؤتمر الشباب لإيجاد الندوة لتكون (في رأيي) رأس حربة لنشر فكر الحزب الإخواني في العالم المسلم وسلة جمع تبرعات لنشاط الحزب المبتدع في بلاد السنة.

ب) وسبق أن وكَّد د.حمد الصلفيح رحمه الله (في مجلة المجتمع) أنه كان من المؤسسين وهو معروف باتجاهه الإخواني تجاوز الله عنا وعنه، ووكَّد مهدي عاكف المرشد العام في مصر (بعد عودته إليها من الأرض المباركة) أن أبرز عمل قام به في السعودية تأسيس الندوة، ويشهد لصحة أقوالهم أنَّ كلَّ أمناء الندوة منذ أسست حتى اليوم ممن يختارون منهج الإخوان المبتدع على منهاج السلف (الذي أُسِّسَتْ عليه هذه البلاد وهذه الدولة المباركة من أول يوم) عياذاً بالله من الخذلان والانحراف.

جـ) وفي كل مرة تحتاج قيادة الحزب الإخواني إلى أمين عام جديد للندوة يتراكض المتعصبون لهذا الحزب المبتدع لاختياره من الموالين له، وجمع التأييد لتعيينه من المخدوعين بادعاءات الحزب أنه يعمل لتحكيم الكتاب والسنة، والله يعلم أنه على غير ذلك؛ فلو حكم الكتاب والسنة لكان أول وأهم ما يدعو إليه: نشر توحيد العبودية لله وحده ونفيها عما سواه كما أرسل الله بذلك كل رسله، لكن الندوة في مؤتمراتها وندواتها (إلا النادر إذا وجد) تتجنب هذا الأمر العظيم وتختار منهاج الحزب المبتدع على منهاج النبوة بحجة أن الدعوة إلى التوحيد تتسم بالشدة كما في موسوعة الندوة عن المذاهب المعاصرة، أو أن الندوة تختار الدعوة إلى التوحيد بالصمت (في لفظ الأمين العام السابق عفا الله عنا وعنه) أو: (أن القضايا التي تكون مثارة في بلد لا تكون نفس القضايا مثارة على نفس الدرجة في بلد آخر، وأن قضية المذهبية قد تكون صعبة في بعض البلدان) كما نقلت الرسالة عن الأمين الحالي؛ ولو كان أهلاً لحمل الأمانة أو كان يعي ما يقول لالتزم بمنهاج النبوة الذي جددته هذه الدولة المباركة وعرف أن الدعوة إلى الله لا تتغير بتغير الزمان والمكان والحال كما لم تتغير منذ أرسل الله نوحاً عليه السلام إلى قومه إلى أن أرسل الله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين حتى قيام الساعة. وفرق بين الداعي إلى الحق ومُقَدّم برنامج ما يطلبه المستمعون الذي فهمت أن أمين الندوة يدعو إلى السير على نهجه.

د‌) وصَدَق أمين الندوة في قوله عن الندوة: (أبوابها مفتوحة لجميع ألوان الطيف) على قراءة (مسهم طيف من الشيطان) فالطيف هو الخيال، والندوة منذ نشأت يقوم عليها ويستفيد منها أتباع حزب أسس على منهاج بعيد عن يقين الوحي والفقه فيه وقريب من الخيال الظني، بدأ بالتصوف وشد الرحال إلى القبور (الأوثان) كما في (مذكرات الدعوة والداعية لحسن البنا) تجاوز الله عنه، وانتهى بمنازعة الأمر أهله وإثارة الفتن في بلاد المسلمين، ومنها بلاد الدعوة إلى منهاج النبوة التي رفضته منذ البداية فتسلل إليها باستيلائه على منابر الدعوة في مؤسسات الدعوة الخاصة والعامة، وفي المساجد والمدارس، والمراكز الصيفية، وفي مختلف وسائل الإعلام، وتولى كبر هذا الإثم عدد من المواطنين والوافدين آوتهم الأرض المباركة وأطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف فلم يرقوا إلى مستوى الكلاب التي لا تعض يد من أطعمها بل ردوا الخير شرًّا والمعروف نكرًا، (كما صرح أمير السنة والدعوة السلفية لجريدة السياسية الكويتية مرتين وفي أكثر من اجتماع عام شرعي).

ولم أر السعوديين منهم {إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201] بل هم منذ أن مستهم أطياف شياطين الحزبية والحركية مؤسّسي الندوة من أصل عراقي ومصري وهم: {فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 15] ردهم الله إلى دينه.

هـ) ومن الدلائل (إن احتاج النهار إلى دليل) على أن الندوة لم تؤسس على منهاج النبوة الذي أسست عليه هذه البلاد والدولة المباركة: أنها خُصِّصت للشباب وهم وقود الفتنة لما اتصفوا به من سرعة الاشتعال بقلة علمهم وكثرة حماسهم واتباعهم كل ناعق، ولم يبعث الله أحداً من رسله إلى الشباب وحدهم ولا خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بواحد من دعاته، ولكن أمين الندوة فيما نقلت عنه الرسالة يطلب من الندوة (أن يكون كل عملها في برامج الشباب، وهذا ما نعمل به الآن وفق الخطة الإستراتيجية)، وإذا كان هذا المنكر هو ما تعمل به الندوة الآن ففيم المطالبة؟ الحقيقة أن (الخطة الإستراتيجية للندوة) لا توافق الشرع ولا الدولة التي بعثها الله لتجديده، وكلاهما يرفض التعددية والتنوع (في لفظ أمين الندوة) فلا جماعة إلا جماعة المسلمين الواحدة ولا حزب إلا حزب الله الواحد ولا منهاج إلا منهاج النبوة (والخلافة الراشدة المهدية) الواحد في الدين والدعوة إليه.

ومع أن أمين الندوة يرفع شعار التعددية والتنوع هو ومن حرصت الندوة على دعوته في مؤتمرها الماضي (الغنوشي وأمثاله ممن لا ميزة لهم إلا الحركية الضالة عن شرع الله والحزبية المبتدعة) فإنهم كأنما يُصرون على استثناء منهاج النبوة من ذلك فلا تكاد تجد له أثراً (لفظاً أو عملاً).

ومع أن أمين الندوة يدعي (اعتذاراً عن إهمال الدعوة على منهاج النبوة فيما يظهر لي) التزام الندوة بالقوانين والنظم المحلية في البلاد التي تعمل فيها فلماذا لا تلتزم الندوة بشريعة الله التي تحكم بها المملكة العربية السعودية من أول يوم أخرجها الله للناس قبل (275) سنة، وهي تجثم على أرضها المباركة وتتلقى كل دعمها المالي والمعنوي العام والخاص منذ (35) سنة؟ لماذا لا توظف في كل أعمالها على كل مستوى في الداخل والخارج (إلا ما ندر فلا حكم له) غير من ينهج منهاج مؤسسيها المبتدعة ولا يرأسها ولا يعمل فيها من يدعو إلى منهاج النبوة؟

ولقد وقفت مرة على عمل جماعة من جماعات الكيد التي تؤلف كل مرة تحتاج فيها الندوة إلى تعيين أمين جديد فكان (القعيد والقصير والمؤيد) يتنقلون من مؤيد إلى مؤيد من المخدوعين بكيدهم لتعيين مرشّحهم.

أما الجيل الأول (مثل أبو سليمان والعلواني وتوتونجي) فقد هاجروا (من أكثر البلاد بركةً وقداسةً وأكثر الدول المسلمة تحكيماً لشرع الله) إلى بلاد العلمانية أو الوثنية (مثل ابن لادن والفقيه والمسعري) يتلقون تبرعات الخليجين المغرر بهم ويتآمرون على دولهم بفكر أو سياسة الضلال.

و) وذكر الأمين الندوي الحالي أحداث (11/9) لا لينصر أخاه المعتَدِي بردعه عن اعتدائه بل لينعي على المعتدى عليه محاولة رد الاعتداء عليه.

وهذا هو منهج الإخوان لا ينكرون مُنْكر مسلم، بل يصرفون اهتمامه إلى منكر غيره. ومن أين جاءت أحداث (11/9)؟ من الفكر الضال عن شرع الله، وليس أول أحداثه ولا آخرها، بل كان أولها فيما علمت قتل رئيس وزراء مصر النقراشي (1368هـ)، وكان قد احتضن حزب الإخوان ليتقوى به على خصم سياسي فلما قضى وطره منه أمر بحله فقتله أحد شبابه ثم قُتِل حسن البنا به،

– تجاوز الله عنهم جميعاً –، وتحّول الحزب إلى خلية سِرِّية لها أكثر من فرع وأكثر من وجه، وفَرَّخَتْ (حزب التحرير) و(التكفير والهجرة) و(الجهاد الإسلامي) و(القطبيين) و(السروريين) كفانا الله شرهم وهداهم.

ز) وقد كتبت للأمين الندوي الحالي أول ما ابُتِليَت الأمة به مبدياً أملي في أن يطهِّر الله الندوة به من عصبيتها لمنهاج الحزبية والحركية (كما كتبت لمن قبله) رغم ضعف أملي فيهم بل لقوة ثقتي بالله، ولكني إذا استعرضت (طابور) الأمناء الندويين السابقين تذكرت خبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فقد الأمانة، هدانا الله وإياهم وكفى الله الإسلام والمسلمين شر الأحياء منهم وتجاوز عنا وعن أمواتنا وأمواتهم.

(1428هـ).