من سعد الحصين إلى الأمين العام للندوة العالمية للشباب المسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين وفي وطنٍ أُسِّس من أول يوم على منهاج النبوّة في الدّين والدّعوة/ الأمين العام للنّدوة العالميّة للشباب (المسلم) وفقهم الله لحفظ الأمانة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فمنذ أُسِّسَت النّدوة حاولتُ تنبيه القائمين عليها – وبخاصّةٍ آخرهم رحمه الله إذ ظننت أنّه أقلّهم ارتباطاً بالحزب المبتدع (الإخوان المسلمين، الذي فرض نفسه وصيّاً غير شرعي عليها) إلى انحرافها – من أول يوم عن منهاج النبوّة في الدّعوة إلى منهاج حزب الوصاية بما يلي:
1) توكيد عزل الشباب عن جماعة المسلمين: في اسم النّدوة، ونشاطها، ومنهاجها، اتباعاً لمنهج حزب الوصاية وفكر قادته وبخاصّةٍ سيّد قطب تجاوز الله عنّا وعنه الذي حكم على جميع المسلمين (بالرّدّة والنّكوص عن لا إله إلا الله وإن ظلّ فريق منهم يردد على المآذن: لا إله إلا الله، ولو اعتقدوا أنّه لا إله إلا الله وقدّموا الشعائر لله وحده، لاتباعهم البشر في نظام الحياة)، وتفاصيل هذا الحكم في عدد من كتبه التي تطبع اليوم ويصفها ورثته بالطّبعة الشرعيّة وبخاصّة: (في ظلال القرآن) ج2 ص1057 و(معالم في الطريق)ص101 و(العدالة الاجتماعية) ص216.
ودعا عصابته (أن تنفصل عقديّاً وشعوريّاً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها… وأن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومَنْ حولها…جاهليّة وأهل جاهليّة) في الظلال ج4 ص2122، ودعاهم – تبعاً لهذا الحكم – إلى أن (يعتزلوا المساجد التي وصفها بمعابد الجاهلية ومساجد الضرار واتخاذ بيوتهم مساجد يحسّون فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي) في الظلال ج3 ص1816.
ومنهاج النبوّة في الدّعوة جمع الأمّة على الدّين الحقّ، ولم يختصّ الشباب إلا بما يناسبهم جبلّيّاً مثل حديث «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، فقد أرسله الله رسولاً وقدوة للنّاس كافّة، و«من قال هلك النّاس فهو أهلكهم».
2) تجنّبُ نشر التّوحيد والسّنّة والتحذير من الشّرك الأكبر وما دونه من البدع في ندواتها ومؤتمراتها ومهرجاناتها ومخيّماتها ونشراتها، عدولاً عن منهاج النبوّة إلى منهاج الحركيّة والحزبيّة بالانشغال بما يسمّى: قضايا الشباب المعاصرة والتّحدّيات الحادثة المبنيّة على الفكر الظّنّي لا على الوحي اليقيني والفقه فيه.
3) الحرصُ على بقاء قيادتها وأغلب وظائفها التّنفيذيّة في أيدي الإخوة المنتمين إلى الحزب أو الموالين له، ممّا يضعف الأمل في عودتها إلى منهاج النّبوّة وبالتالي: يضعف الأمل في العودة بالشباب إلى اليقين والحقّ والعدل من رحلة الخيال والعاطفة.
أرجو الله أن يصلح بكم هذه المؤسّسة لتكون أهلاً لانتمائها لهذه البلاد والدّولة المباركة التي أُسِّسَتْ من أوّل يوم للدّعوة إلى منهاج النبوّة في الدّين والدّعوة.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاوناً على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم/155 في 1423/6/24هـ.