من سعد الحصين إلى معالي نائب الوزير
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى معالي نائب الوزير أعلى الله مقامه بطاعته وخدمة دينه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإن شرّ المعاصي ما يتميّز بالإصرار والمجاهرة، وقد تكلم الناس في بلاد الدعوة إلى الله على بصيرة وكتبت الصّحف عن معصية من هذا النوع مزمنة ومنتشرة في بلادنا المباركة، تقع تحت إشراف هذه الوزارة ولم توفّق لإزالتها إن كانت قد حاولت ذلك، ويقع فيها من وُسِد إليهم الأمر لقيادة الأمة في أفضل العبادات العمليّة: الصلاة، وفي أحبّ البقاع إلى الله: المساجد، وهم الأئمة الذين لا يرون في الإمامة إلا مصدر دخل إضافي لا يعوقهم عن أعمالهم الدّنيوية الأصليّة، وخيرهم من لا يغيب عن الإمامة إلاّ صلاة الظهر أو مدّة الانتداب أو الإجازة، وشرّهم من يَكِلُها إلى أحد خدم بيته ممّن لا تتوفّر فيهم صفات الإمامة.
وينتج عن ذلك من المعاصي: تضييع الأمانة، والكسب الحرام، ومخالفة أمر وليّ الأمر بعدم تعيين غير السعوديين في وظيفة الإمامة لأن غالبية المسلمين خارج المملكة المباركة قد أًلِفُوا مظاهر الشرك الأكبر والأصغر وما بينهما، والبدع في العبادة وبخاصّة: الصلاة.
وأرى أن الإثم لن يرتفع والذّمّة لن تبرأ والمعصية لن تزول بأقل من إحالة وظائف الأئمة جميعاً إلى لجنة من الوزارة وديوان الخدمة وهيئة توظيف السعوديّين، إن وجدت ليجري تعيين أئمة مؤهلين شرعاً لم يجدوا وظائف أخرى.
وفقكم الله، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.
الرسالة رقم/158 في 1419/5/22هـ.