من سعد الحصين إلى معالي الوزير صالح بن عبد العزيز آل الشيخ [1]

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى معالي الشيخ/ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ أصلح الله له أحواله ومآله وأعزّه بطاعته والدّعوة إليه على بصيرة وأعزّ به دينه.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فأحمد الله الذي لا إله إلا هو على نعمه التي لا تحصى، وآخرها توليتكم هذا العمل الذي اختاره الله لخير خلقه، وأدعوه أن يهب لكم العون والتوفيق وينفع بكم الإسلام وأهله.

ليس من عادتي أن أهنئ بمنصب ولن تكون إن شاء الله، ولكني لله الحمد والفضل أفرح عندما يوفّق الله ولاة الأمر في بلد التّوحيد والسّنّة خاصة وفي بلاد المسلمين عامّة إلى تولية الدّعاة إلى الله على بصيرة أمر الدّعوة إلى الله على بصيرة.

وفي هذا الزمن كثر اختيار (الحركيّين الاسلاميين) لمثل هذا الأمر لظهور نشاطهم كالسّراب يحسبه الظّمئان ماء، هدى الله الجميع، وقبل شهرين علمت باختيار ولاة الأمر للشيخ/ عبد الله القصير للقيام على الدّعوة في الدّاخل، ولكنه للأسف لم يستجب وقد عاتبته بأني أنظر إلى عدم استجابته نظرة تذكرني بمعصية الفرار من الزحف فهذه ثغور عظيمة للإسلام لا يجوز للمسلم التخلّي عنها إلا لضرورة.

أرجوا التفضّل بالاتّصال به ومحاولة إقناع ولاة الأمر بتعيينه وكيلاً للوزارة لشؤون الدّعوة فهو من خير من عرفت من الدّعاة إلى التوحيد والسّنّة علماً وأسلوباً ونشاطاً وقوة عارضة وهدوءاً وثباتاً، وقد فرحت بالتفات ولاة الأمر إلى اختيار مثله، ثم زاد فرحي باختياركم، أما قبل ذلك فكنت أردد مع حافظ إبراهيم رحمه الله:

أمّة قد فتّ في ساعدها**بغضها الأهل وحب الغرباء

والأهل هنا هم دعاة منهج النبوة، والغرباء دعاة السّبل الأخرى.

ومثل الشيخ عبد الله: ربيع بن هادي المدخلي وصالح بن عبود وفالح بن نافع في الجامعة الاسلامية الذين ظهر نصحهم لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامّتهم، ولعل توليتهم هذا الأمر بشغلهم عن كثرة المجادلة والمراء.

لقد كتبت لمعالي الوزير عند بداية تعيينه مبدياً له ما أعرفه من أن غالبية القائمين على الدّعوة (أساس الدّولة السّعوديّة والمجتمع السّعودي) من (الاسلاميّين) الرّوتينيّين الذين ورثتهم الوزارة من الرّئاسة لا همّ لهم إلاّ المظهر؛ فلا يظهر من عملهم أي حرص على نشر التوحيد والسّنّة ولا محاربة الشرك والبدعة، وكرّرت الكتابة حتى خشيت أني أزعجه وأشغله عن أعماله الكثيرة.

وكتابة النصائح لا تعني ثقتي بأن ما اقتنعت به هو الصحيح، ولكنه الواجب والنتيجة بيد الله وحده، وبيده وحده التوفيق، وفقكم الله، وسدد خطاكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين، عفا الله عنه. تعاونا على البر والتقوى وتحذيرا من الإثم والعدوان.

الرسالة رقم/161 في 1416/6/12هـ.