من سعد الحصين إلى الرئيس العام لشؤون الحرمين [4][بدعة التكلف في الوقف والابتداء في التلاوة]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النّبوي، وفقه الله لطاعته والدعوة إلى سبيله على بصيرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فقد لاحظت أن بعض أئمة المسجدين يتّبعون سنن قراء الأمصار في بدعة التّكلّف في الوقف والابتداء في تلاوة القرآن، وهم بذلك يخالفون شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان حتى القرن الأخير.
وهدي الله في كتابه وسنّة رسوله: الوقوف على رؤوس الآي ولو كان المعنى موصولاً بالآية التالية كما في قول الله تعالى: {لعلكم تتفكرون* في الدنيا والآخرة} من سورة البقرة، وقوله: {يسبِّح له فيها بالغدوّ والآصال*رجال} من سورة النّور على قراءة حفص، وليس من الهدي ربط جملة بجملة، ولا آية بآية.
بل لاحظت أن بعض الأئمة يتكلّفون الوقوف على حرف (إلاّ) حتى لا يخلّ بالمعنى العام والاستثناء منه، مع أنّ الله سبحانه وتعالى فصل في عدّة آيات بين المستثنى والمستثنى منه بالفاصل بين الآيتين كما في قول الله تعالى: {ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب} من سورة الفرقان، وقوله تعالى: {وأنهم يقولون ما لا يفعلون* إلاّ الذين ءامنوا} من سورة الشعراء.
وهذا ناتج كما أشرت من قبل مراراً إلى التّخلي عن وظيفة القيادة التي ميّزنا الله بها وارتضاها لنا، واختيار مرتبة التقليد بلا دليل ولا حجّة إلا (التّخصّص) ورهبته المضلّلة.
أرجو التفضّل بالنّظر في الأمر والحكم فيه بما أراكم الله، وكتاب الله أعزّ نعم الله علينا أهل للحرص عليه.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه، تعاوناً على البر والتّقوى وتحذيرا من الاثم والعدوان.
الرسالة رقم1 في 1415/1/3هـ