من سعد الحصين إلى الشيخ د.أبي عبد الله [أردغان الإسلامي العلماني]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى فضيلة الشيخ د.أبي عبد الله، ثبته الله على منهاج النبوة في الدين والدعوة ونصر به دينه وسنّة نبيّه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فجزاكم الله خير الجزاء على كريم خطابكم وملحوظاتكم على مقالي: (أردغان الإسلامي العلماني ومنهج حزب الإخوان الضّالّ المضلّ) وردود بعض الحزبيّين عليه هدانا الله وإياهم للتي هي أقوم؛ ليس من عادتي الرّدّ على الرّدّ، يكفي التّقرّب إلى الله ببيان الحقّ السّلفيّ الذي اصطفانا الله له بفضله ومنّته وحَجَبَه عن دعاة الفكر من الأفراد والجماعات وبقية الفِرَق (72) فالحمد لله.
ولا يغرّنّك اعتذارهم عن إعلان أردغان العلمانيّة بأنّه (مُكْرَه عليه من أغلبية السّياسيّين)، وأنّه: (يكفينا منه كراهية اليهود):
1) للأسف هذا كلام من يتّخذ إلهه هواه أو هوى غيره وهو يظنّ أنه يحسن صنعا.
2) الإكراه والضّرورة ما يخشى معه هلاك النفس، وهذا لن يفقد إلاّ وظيفته إذا كان أكثر الناخبين علمانيّين.
3) وما له لا يكره الوثنيّة والصّوفيّة النقشبنديّة والابتداع الذي يحكم التّديّن في تركيا منذ دولة الخرافة العثمانية.
4) لا يظهر من كلامه (وحزب الإخوان معه) إلاّ أنّهم يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لم يؤمروا به، فهم يعلنون على الغوغاء ما يرضيهم ويفعلون ما رغّب أمريكا فيهم: ترك أهمّ ما أرسل الله به رسله: الأَمْر بدعاء الله وعبادته وحده والتزام السّنّة، والنّهي عن الشرك بدعاء أهل المقامات والمزارات والأضرحة وما دون ذلك من الابتداع في الدّين وهذا ما لم يتحرك به لسان أردغان ولا يده، بل أسقط حسن البنّا رحمه الله النهي عن الشرك من كلّ تعاليمه العملية: واجبات البيعة (38) ومنها تخفيف شرب الشاي والقهوة، و(50) وصية إلى الملوك، وأركان البيعة (10) والمنجيات (10) والموبقات (10) ولم يُثْبِت مما نزل به الوحي غير الرّبا، والوصايا العشر تَبِعَ اليهود في ابتداع العدد، وكانت (9) من وصاياهم العشر خير من وصاياه وأقرب إلى شرع الله وأولها: لا تعبد إلهاً غيري وثانيها: لا تصنع صنماً فتسجد له، لا تقتل، لا تسرق، لا تزن، لا تشهد شهادة زور، أحسن إلى والديك، لا تذكر اسم الله باطلاً، أي: لا تحلف بغير الله، لا تحسد أخاك أو جارك.
يا حسرة على الحزب المفلس وأتباعه على الباطل إذا كان اليهود خيراً منه في الدّعوة.
5) والحقيقة أنّ أكثر المنتمين للإسلام عرباً وعجماً أسوأ من اليهود والنصارى فيما يتعلّق بالوثنية فأكثر أوثان فلسطين للمنتمين للإسلام (أنظر ما يسمّيه المسلمون: الحرم الإبراهيمي الشريف وأُسَمِّيه: معبد الأوثان اليهودي ثمّ النّصراني ثمّ الاسلامي (انتماءً وزوراً)؛ أساسه: (4) قبور لليهود والنّصارى لم يُبْن عليها غير السّور، ثمّ بنى النّصارى عليها كنيسة واكْتَفَوْا بالقبور المزعومة تحتها، ثم بنى المنتمون للإسلام والسّنّة في مقدّم الكنيسة: وثنين وفي فنائها الأوسط: أربعة أوثان وسابع عند مصلى النّساء باسم ابراهيم صلى الله عليه وآله وسلم في عهد الأيّوبيّين.
6) آمل التّفضّل بإعادة قراءة مقالي عندما يحاول الحركيّون طمس الحقّ ويحسبون أنّهم مهتدون، ولا تطلب منّي غير ما فيه فليس عندي غيره، وبخاصّة: ليس عندي من زخرف القول الإخواني وغروره شيء، وجزاكم الله خير الجزاء.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه تعاوناً على البرّ والتقوى.
في مكة المباركة 1435/10/19هـ.