من سعد الحصين إلى أحمد بن سيف الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الله/ الشيخ د.أحمد بن سيف الدّين وفقه الله للدّعوة إليه على بصيرة.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فقد يسّر الله لي في المرات القليلة التي شاهدت فيها ما ينقله التلفزيون أن أسمع في القناة الثانية بعض ردودك وفتاواك فشكرت الله على تولّيك هذا الأمر ودعوت الله أن يثبّتك بالقول الثابت في الدّنيا والآخرة.
وأمس سمعت مناقشة لخطبة الجمعة في مجلس الجمعة مع العيدي والسّماري وبدا لي أن نهج المناقشة يخالف نهجك في الحرص على التزام السّنّة:
1) خطبة الجمعة عبادة ولازم من لوازم صلاة الجمعة، أقامها الله مقام ركعتين من الصلاة لتعليم المسلمين أمور دينهم وتذكيرهم بربّهم وإعدادهم للموت ومنازل الآخرة.
2) وافقتَ الأخوين (ولا ألومهما لأنهما إعلاميان) على أن خطبة الجمعة يجب أن تتغيّر بتغيّر الأحوال، وتهتمّ بالأمور الاجتماعية المعاصرة، وتناسب الحوادث والطّوارئ، وأن خطب الحرمين هي القدوة.
3) ولا أجد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يؤيّد ذلك، بل ما يخالفه.
4) أقوى وأصرح حديث عن خطب النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه مسلم عن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها، قالت: (وما أخذت {ق والقرآن المجيد} إلاّ من فيه صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس). ولم يرد عنه أنه صلى الله عليه وسلم صرف خطبة الجمعة أو جزءاً منها ولو مرّة واحدة إلى الطوارئ والحوادث مما لا يخرج عن مضمون سورة {ق} كما يشير ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد.
5) أرى أن أكثر خطب المسجد الحرام والمسجد النبوي وخطبائهما لا يصلحون قدوة، ومنهم من لا يصلح خطيباً للمسجدين ولا لغيرهما.
6) وإليكم ما سبق أن كتبته عن الموضوع.
سدد الله خطاكم وثبتكم وجعلنا وإياكم أهلاً لخدمة هذا الدّين وهذه البلاد وهذه الدّولة بما يرضيه ويحيي سنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم273 في 1418/8/1هـ.