من سعد الحصين إلى المشرف العام على مكتب الوزير
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى فضيلة/ المشرف العام على مكتب الوزير وفقه الله لرضاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإجابة لرسالتكم رقم409/س في 1415/6/11 حول ما كتبه الأخ/ عثمان العمير في جريدة الشرق الأوسط عن تصريح وليد جنبلاط زعيم أغلبية الدروز في لبنان عن وجوب عودة الدروز إلى الأصول الدينية الصحيحة،
وكتابة الأخ/ العمير، من حيث الهدف الظاهر والتحليل، جيّدة جدّاً وفقه الله للخير، وكما أشار فقد لا يكون لتصريح وليد جنبلاط أهمّية في مستقبل الدّروز الديني ولا ماضيه، ولكن لابد من اقتناص الفرص، والنتيجة بيد الله وحده.
والدروز من الناحية الإدارية والسّياسية فرقتان في لبنان:
1) جنبلاطية، وهم الأغلبية، ويتبعون وليد جنبلاط.
2) يزبكية، وهم قلّة، ويتبعون فيصل أرسلان.
ومن الناحية الدّينية يجتمعون على شيخ العقل وهم اليوم: بهجت غيث.
ووليد جنبلاط، وأقلّ منه فيصل أرسلان، لا شأن له ولا تأثير مطلقاً في الاتّجاه الدّيني، وهو متزوّج من امرأتين سنّيتين، وعلى هذا فقد يكون منتمياً إلى السّنّة في هويّته الرّسميّة، وعلى أشر قتال بين السّنّة وبين الدّروز في قريتين لبنانيتين متجاورتين ذهب إلى قرية السّنّة وقال: إني أعلن على الملأ أنّي سنّي.
ولا شكّ أنّ التنافس بين الزعامة الدّينيّة والدّنيوية يمكن أن يكون دافعاً قويّاً لتصريحات وليد جنبلاط المخالفة لمنهج الدّروز الدّيني الذي يسيطر عليه شيخ العقل.
ولكن شيخ العقل الحاضر/ بهجت غيث يقول في مجلة الضّحى الدّرزيّة: (إنّنا على كتاب الله وسنّة رسوله، نحل ما أحلاّ ونحرم ما حرما).
وتصريحات رؤساء السّلطة (غالباً) معدّة للإستهلاك المحلّي، ولكنّي مع الأخ/ عثمان العمير أرى محاولة الاستفادة منها.
وبعد التشاور مع عدد من دعاتنا في لبنان وأحدهم أصلاً، من الطائفة الدّرزيّة، ولا يزال أبواه وبقية عائلته، عدا زوجته وأولاده، منهم، رأيت أن خير بداية لهذه المحاولة: الاتصال رسميّاً بوليد جنبلاط، بالكتابة إليه، أو دعوته لزيارة المملكة، أو بواسطة السّفير وعلاقته جيّدة بالجميع، واقتراح لقاء دوريّّ بين أفراد من السّنّة والدّروز، يفتح لأعداد غير محددة بعد ذلك، للمذاكرة في الأصول الشرعية التي يدّعي الطرفان التّمسّك بها.
وأرى أنّ مبعوث الوزارة للدّعوة الشيخ/ عبد الرزاق مسعود الزّعبي، من شمال لبنان، خير من يصلح لقيادة هذا الاتجاه من دعاتنا لتعقّله وهدوئه ورزانته. وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم177 في 1415/8/29هـ.