من سعد الحصين إلى د.محمد الأحمد الرشيد وزير المعارف

 بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى معالي الأخ في الدّين ووطن الدّعوة إليه على بصيرة/د.محمد الأحمد الرشيد وزير المعارف وفقه الله وهداه سبيل الرّشاد.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد: فقد وصلتني رسالتك الكريمة برقم17/1985 في 1418/11/19 ردّاً على رسالتي رقم299 في 1418/10/22هـ حول اقتراحي العودة باللغة العربية إلى كتاب الله وسنة رسوله رسماً وإعراباً وأسلوباً، والعودة إلى اتّخاذ القرآن فاتحة للتعليم كما كان حالنا في مرحلة القيادة قبل أن ننزل إلى مرحلة التبعية والتقليد.

وزيادة حصص القرآن في المرحلة الابتدائية (حسب إشارتكم) لا تحقّق ما أقصد إليه؛ فلا أقلّ من تخصيص السّنة الأولى لكتاب الله لا ينافسه ولا يزاحمه شيء على وقت الدّراسة من الفنون والمهارات. إن كلّ إرث الأمّة المسلمة من العلم كان نتيجة لهذا الصّنيع، ونتيجة الخروج عليه كما ترون جعجعة كثيرة وقليل من الطحين.

وقد تناقلت الألسن في بلاد التوحيد والسّنّة والدّعوة إليهما أخباراً عن اتجاه الوزارة في عهدكم إلى المزيد من التغيير بل والخروج على النهج الذي ميّز الله به هذه البلاد وهذه الدّولة المباركة أقلّه خطراً: توظيف المدرّسات في المرحلة الابتدائية وتوحيد الاشراف على التعليم للذكور والإناث. وأكبره إثماً الانحراف عن الالتزام بمنهاج النبوّة في المعتقد والدّعوة إليه إلى المناهج البشرية غير المعصومة التي فرّقت المسلمين واجتالتهم عن فطرة الله وسنته واختياره لرسالاته ورسله.

وآمل أن أتلقى منك ما يبيّن حقيقة الأمر: {يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا}.

والأمران الأقلّ خطراً متعلّقان بسدّ الذّرائع، والبقاء على النّهج الذي ميّز الله به بلادنا ودولتنا مهمّ جدّاً من النّاحية الدّينية والسّياسة الشرعية فليس لوجودنا ثبات ولا ضمان في غيره. وتذكر يا أخي أن (قاسم أمين) لم يحدث في مصر غير مهاجمة سدّ الذّريعة وانظر كيف انتهى ذلك بالمرأة المصريّة بل بالعربيّة خارج بلاد الدّعوة على منهاج النبوّة.

ولو سعى مسلم لتخلّي هذه البلاد المباركة عن منهاجها في العقيدة والعبادة والدعوة إليهما واستبدال الذي هو أدنى -مناهج الأحزاب والفرق والجماعات الإسلاميّة – لاقترف أكبر منكر في حقّ ربّه ودينه وبلده ودولته وأمة نبيّه صلى الله عليه وسلّم: «ومن سنّ في الإسلام سنّة سيّئة فعليه وزرها ووزر من عمل عمل بها إلى يوم القيامة».

وفقك الله ووفقني لأقرب من هذا رشداً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم350 في 1418/12/2هـ.