من سعد الحصين إلى رئيس تحرير مجلة الدرعية

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصين إلى أخي في الدّين وفي بلد ودولة أسّسا على الدّعوة إلى الدّين الحقّ من أوّل يوم/ رئيس تحرير مجلّة الدّرعيّة، نصر الله به دينه، ووظّفه في الدّعوة إليه على بصيرة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمّا بعد:

1) فلست من قرّاء المجلاّت ولا كتّابها، ولا أراني أهلاً لأن أكون واحداً منهم، وليس  في هذا تواضع للغير ولا تحقير للنّفس، ولكنّها الحقيقة، وكلٌّ ميسّر لما خلق له، وقد اختار الله لي خيراً مما أختاره لنفسي: التعليم، وخيره ما يشغلني اليوم: الدّعوة إلى الله على منهاج النبوّة؛ طاعةً لله، وطاعة لرسوله ولأولي الأمر في دولة الدّعوة إلى التّوحيد والسّنّة ومحاربة الشرك والبدعة. وإنما دعاني اليوم إلى الكتابة إليكم إشارة في العدد الثاني ص6 و7 و8 عن رسالة الأخ/ د.محمد بن سليمان السّديس ورأيه في لغة العدد الأول من المجلّة، وردّكم عليه ص9.

وقد حاولت أثناء عملي في وزارة المعارف ورئاسة البحوث والافتاء ووزارة الشؤون الإسلاميّة، أن يكون المرجع في تصحيح اللغة كتاب الله وسنّة رسوله قاعدة وإملاء ورسما وأسلوباً لأن وحي الله وحده هو اليقين الثابت وغيره ظنّيٌّ يتغيّر. وحاولت إقناع وزارة المعارف – من قبل ومن بعد – بتبنّي هذا الرأي – بعد تمحيصه وتعميقه – منذ السّنة الأولى الابتدائية.

وليت رئيس التحرير بشخصه وبمنصبه ومجلّته وهو ملء السّمع والبصر في هذا البلد المبارك وعلم من أعلامه لا ثاني له – أن يختم تنقّله الحثيث – كالنحلة – من زهرة إلى زهرة بالثبات على خدمة هذا الأمر، خدمةً لكتاب الله (وسنّة رسوله) الذي صرنا نحتاج إلى ترجمة معناه ورسمه وإملائه، وصار في الرسم والاملاء والقاعدة شذوذاً عن القاعدة، ولو قَدَرْناه حقّ قدره لجعلناه هو القاعدة، وهو الحَكَم في اللغة كما أنّه هو الحَكَم فيما سواها، فيما يتعلّق بالدّين وهو سبب الحياة البشريّة.

حاولت اجتذاب الشيخ/ بكر أبو زيد – وهو من نوادر أهل العلم والبحث الشرعي في هذا البلد المبارك – إلى هذا الأمر وفهمت أنّه قرّب قربانه (معجم المناهي اللغويّة) واكتفى به.

وزرت يحيى المعلّمي لما لمست من اهتمامه بتصحيح اللغة وإن كان مرجعه القاعدة المحدثة أكثر من القرآن ومن السّنّة فوجدته قرّب قربانه هو الآخر: (أخطاء مشهورة) جمعه من مناقشاته اللغويّة في الصّحف والمجلاّت، واكتفى بذلك بل زاد عليه بمحاولة تكوين جماعة لتصحيح اللغة بعنوان: جماعة أنصار اللغة العربيّة فأوصيته أن يضمّ إليها: بكر أبو زيد وعبد العزيز الخويطر وأبا عبد الرحمن.

2) لم أجد في العدد الثاني من مجلّة الدّرعية إلاّ قليلاً عمّا ميّز الله به الدّرعيّة: الدّعوة إلى الدّين الحقّ التي بدأ تجديدها محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، بمؤازرة الأئمّة من آل سعود جزاهم الله جميعاً خير جزائه عن الإسلام والمسلمين. وإليكم بيان هذا الأمر في الصفحات المرافقة لهذه الرسالة، ولو رأت اللجنة نشره لعدم خير منه فلكم ذلك، ولا أمانع في تعديله ليكون أهلاً للنشر فلا اعتراض و(حفظ حقوق التأليف الشرعي بدعة قانونية وضعيّة لا يؤيّدها شرع الله)، ولا حاجة لي بمكافأة قليلة أو كثيرة؛ فلم أقبلها من قبل، وليس فوق مكافأة الانتماء إلى منهاج النبوّة وإلى بلاد الدعوة على بصيرة شيء.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.

الرسالة رقم96 في 1420/2/22هـ.