من سعد الحصين إلى الإخوة الدّعاة إلى الله على بصيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى الإخوة الدعاة إلى الله على بصيرة وفقهم الله لطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله في السّرّ والعلن والالتزام بمنهج رسول الله والرسل من قبله في الدّعوة إلى الله وذلك بالاهتمام بالثوابت: العقيدة وخاصّة توحيد الله بالعبادة ثم العبادات ثم المعاملات الشرعية والترغيب في ثواب الله والترهيب من عقابه والتّذكير بالموت وما بعده، وعدم الانشغال عن ذلك بالطوارئ والأحداث ولغو الحركية السياسية والفكرية وخاصّة في خطب الجمعة حيث ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب كلّ جمعة بسورة {ق}، ولا يجوز أن تحول منابر الجمعة إلى أبواق للإذاعات والاشاعات والجرايد فالعبادة توقيفية وخطبة الجمعة جزء من صلاة الجمعة المفروضة، قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي».
ولا يستخفّنكم جعجعة ما يسمّى بالفكر (الإسلامي) والحركيّة (الإسلاميّة)، فإن الشيطان قد أوحى بها إلى أوليائه ليصدّ بها عن الوحي من كتاب الله وسنّة رسوله، وهي مخالفة للهدي من الوحيين ولذلك لم ترد هذه الألفاظ والأوصاف: الفكر، الحركيّة، الثقافة، الإسلامي والإسلامية في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا فقه الأئمة من الصّحابة والتابعين ومن تبعوهم إلى هذا القرن: قرن الابتداع الفكري والحركي والغفلة عن اتّباع الوحي من قبل أكثر الدّعاة.
ومع هذه الرّسالة ثلاثة نماذج آمل سرعة توقيع الأوّل والثاني منها وإعادتها إليّ حتى لا يتوقّف صرف الرّواتب، والثالث يستعمله من يجد له وكيلاً في المملكة لضمان صرف الراتب في آخر كل شهر وتحويله مباشرة من قبل الوكيل إلى موكّله.
ولمن يرغب الاستمرار في الصرف كالمعتاد الحصول على وكالة شرعية لمدّة عام حتى يستطيع وكيله استلام استحقاقه من الأردن، وفقكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم171 في 1413/11/19هـ.