من سعد الحصيّن إلى سليمان شحدة [2]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى الأخ في الدّين الشيخ/ سليمان شحدة سلّمه الله من الشر وأهله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: فأذكّركم برسالتي برقم60 في 1417/2/16 وتحذيري المتكرّر عن اتّباعكم مناهج الفكر والظّنّ في الدّعوة إلى الله تعالى.
وضربت لكم مثلاً بتزيينكم ما يفعله الجهّال المفتونون من هجمات انتحاريّة في الأسواق تقتل المسلم وغير المسلم، ووصفكم لهم بالشهداء واستدلالكم بما ذكر في التاريخ (والتاريخ لا يصلح دليلاً على الدّين) من نوم عليّ رضي الله عنه في فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته. وبيّنت لكم شطط هذا الاستدلال للفرق بين النوم في الفراش وبين تفجير الألغام في حاملها ومن حوله، مع أنّ التّاريخ (لو صحّ الاستدلال به) يؤكّد أنّ عليّاً رضي الله عنه بقي في بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لينوب عنه في أداء الحقوق، ويقول التاريخ: إن المشركين كانوا ينتظرون خروج النبي صلى الله عليه وسلم لا الهجوم على فراشه.
ولماذا يذهب بك الظّن مذاهب الباطل وعندك اليقين من كتابٍ وسنّةٍ وفقهٍ في نصوصهما في القرون المفضّلة قبل أن يغتصب الفكر مقام الوحي وتغتصب الحركيّة الإسلاميّة مقام الدّعوة على بصيرة.
ولابدّ أنّك في دراستك الشّرعيّة مررت على النّصوص في حكم قتل النّفس (الانتحار) مطلقاً، ومعاملة المعاهد والذّمّيّ المؤمّن، وتحريم الاعتداء حتى على العدوّ {أن صدّوكم عن المسجد الحرام} وظلمه.
ولأنّه لم يظهر خلال السّنوات الماضية صدق رجوعك إلى منهاج النّبوّة المعصومة فسأترك القرار لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدّسات الاسلاميّة كعادتي في التّعاون معها.
وفقكم الله وهداكم لأقرب من هذا رشدا. والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم190 في 1418/5/30هـ.