من سعد الحصين إلى سلمان بن محمد العُمَري
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين وفي وطن الدّعوة إليه على بصيرة الأستاذ/ سلمان بن محمد العُمَري عمر الله قلبه بالإيمان واليقين والعلم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد: في العدد 42 من الاسلاميّة، تحت عنوان: (نهج سعوديّ متميّز) فسّرتم كلمة {يعمر} في الآية الكريمة: {إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله}؛ فسّرتم العمارة بالبناء خلافاً لجمهور المفسّرين، وخلافاً للواقع فقد ساهم في بناء بيوت العبادة كثير من المشركين في الماضي والحاضر، ومنهم مشركوا قريش قبل البعثة عمروا بيت الله الحرام. أمّا جمهور المفسّرين فيرون أنّ المقصود: العمارة بالعبادة الصحيحة الخالية من الشرك والبدعة، وهذه تخصّ المؤمنين ممن يبني المساجد ويعمرها بالطاعة، وهي أعظم ميزة ميّز الله بها هذه الدّولة المباركة: عمارة المساجد حسّيّاً ومعنويّاً على التّوحيد والسّنّة فلا تجد مسجداً مبنيّاً على وثن من أوثان الأضرحة والمقامات والمشاهد والمزارات، ولا يعبد الله فيها إلاّ على السّنّة لا على الابتداع.
وبهذا التّفسير نعطي دولة التوحيد والسّنّة حقّها كاملاً غير منقوص، ويعطى عمّار المساجد بالطّاعة والاتّباع حقّهم.
والدّليل من القرآن على صحة هذا التفسير الشامل قول الله تعالى في الآية التالية: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله}.
وفقكم الله، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصين عفا الله عنه.
الرسالة رقم43 في 1420/1/19هـ.