من سعد الحصين إلى مجالي محمد حامد

بسم الله الرحمن الرحيم

من سعد الحصيّن إلى أخي في الله الشيخ/ مجالي محمد حامد وفقه الله لطاعته.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فأشكر الله ثم أشكرك على رسالتك الأولى بلا عنوان والأخيرة التي تمكنت من الرّد عليها بعون الله بعد تعرّفي على عنوانك وجزاك الله خير الجزاء على أخوّتك واهتمامك بأمر الدعوة إلى الله وأرجو الله أن يشغلنا وإياكم فيما يرضيه.

فقد رغبت في اتّخاذ هذه البلاد مقرّاً لي أكثر الوقت لقربها من المملكة والأهل ولارتياحي لجوّها، وإن كان في عزمي متى شاء الله أن أقيم في مكّة المباركة بقية حياتي في الدنيا وفي البرزخ، وأرجو الله أن يختار لكم ولنا ما لا نحسن اختياره لأنفسنا.

ويسرّني أن ألبّي طلبك فيما يتيسّر لي من مكاتبات في موضوع جماعة التبليغ وعسى الله أن يهدي الجميع لأقرب من هذا رشدا.

وأرى الخروج مع السعوديّين والتنبه والتنبيه على الأخطاء بقصد تصحيح المنهج والتطبيق، والخروج في رأيي مشروط بموافقة ولاة الأمر: {يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.

ولكني لا أرى جواز الخروج للقارة الهندية وغيرها والتسبب في جمع الناس عليهم ثم يتركون الخرافات وبدع وشركيات تبليغي نصاب ويرجع العربي برياض الصالحين تمشيا مع اتجاه المشايخ إلى إعطاء كلّ فئة ما يناسبها، فدين الله واحد ولا فرق بين شرك وبدعة وخرافة أعجمية أو عربية.

وقد اعترف الشيخ/ إنعام الحسن بالبيعة مطلقا وإن سماها بيعة التوبة والسنة فليس في شرع الله إلا بيعة واحدة للإمام المسلم وكل طائفة منحرفة تسمي بيعتها بيعة التوبة والسنة، كما اعترف الشيخ/ سعيد أحمد خان في المدينة ومحمد عمر بلمبوري في مركز دلهي بالبيعة على أربع طرق (حتى لا يتفرق المسلمون).

اللهم أرنا الحق حقّاً وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ووظفنا في الدّعوة إليك على بصيرة.

والذي أراه أن تقطع العلاقة بأمراء الدّعوة في القارة الهندية وتمحيص منهج الدعوة فما كان شرعياً قبل، وما كان بدعياً ترك.

وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.

الرسالة رقم130 في 1406/8/5هـ.