من سعد الحصين إلى مصطفى بن مسعود
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصين إلى أخي في الدّين/ مصطفى بن مسعود (من تونس) أسعده الله بطاعته.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فآسف لتأخير الرّد على رسالتكم رقم872 في 1411/11/28 لكثرة أسفاري بين السّعودية والأردن وسوريا ولبنان (وغيرها أحيانا).
ومع شكري وتقديري لاهتمامكم ونشاطكم فإنه يجب عليكم وعليّ وعلى كلّ مسلم منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم وحتى تقوم السّاعة أن نتبعه في الدّين والدّعوة إليه.
وليس في منهجه في الدّين أو الدّعوة فكر إسلامي ولا ثقافة إسلامية وحتى وصف (إسلامي وإسلامية) لا يوجد في الكتاب ولا السنّة ولا أقوال الصحابة ولا التابعين ولا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة القدوة وإنما أدخله الشيطان حتى يزيّن به الفكر والثقافة فيظنّ المسلم المعاصر أنهما الشرع بينما هما في الواقع بديل له من أهواء البشر و«كلّ ابن آدم خطّاء».
وإنما يعرف الشرع بالوحي في الكتاب والسّنّة وسبيل المؤمنين الأوائل في العمل بهما، وابن بطوطة رحمه الله يظهر من بعض ما كتب جهله بالعقيدة الصحيحة، وبرامجكم تدلّ على الانحراف عن منهج النبوّة في الدّعوة (بدون قصد إن شاء الله) وإنما هي نتيجة السير في تيار الفكر (الإسلامي) والجماعات أو الفرق (الإسلامية) فليس فيها إشارة إلى الاهتمام بتصحيح العقيدة التي ضلّ عنها أكثر المسلمين المنتمين إلى السّنّة فضلاً عن غيرهم ويظهر هذا الضلال بأبرز صورة في هذه الأوثان من الأضرحة المشيّدة في المساجد، وقد أرسل محمد صلى الله عليه وسلم كما أرسل من قبله، وصرفوا أول جهدهم وأكثره في إنكار هذا المنكر الأكبر وإزالة هذا الضّلال.
وليس في منهاجكم ما يشير إلى الاهتمام بتصحيح العبادة التي طغت فيها البدعة على السّنّة حتى صار أكثر المنتمين إلى الإسلام والسّنّة (فضلاً عما دونهما) يتقرّبون إلى الله بالشرك الأكبر والبدعة في أشنع صورهما، وفي المساجد هدانا الله وإياكم وإياهم.
وفقكم الله إلى اتّباع منهج رسوله صلى الله عليه وسلم في الدّين والدّعوة إليه،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة رقم66 في 1411/3/21هـ.