من سعد الحصين إلى الإخوة في مجلة الشريعة [رد على شكوى امرأة مسلمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
من سعد الحصيّن إلى الإخوة في مجلّة الشريعة وفقهم الله لخدمة شرعه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: ففي العدد 1419/400 – 1420 في زاوية (نفوس حائرة) شكوى امرأة مسلمة (فيما يظهر) من إصرار والدها على بقائها في البيت وعدم الذهاب للجامعة.
ولا أرى وجها للحيرة فالمرجع شرع الله، قال الله تعالى: {وقرن في بيوتكن} وبيّن رسول الله صلى الله وسلم عليه وآله في عدة أحاديث أن صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في مسجد الجماعة وفي مسجده.
فاجتمع أمر الله وأمر رسوله وأمر أبيها وأقرب ولاة أمرها لإبعاد الحيرة عنها، قال الله تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
وإذا أطاعت الله ورسوله وولي أمرها فلن تكون أسيرة للفراغ (كما قالت) إذا شغلت نفسها بما خلقها الله له من عبادته وذكره وبرّ والديها وخدمتهما وخدمة نفسها وغيرها من قريب أو بعيد، أما الزّواج والرّزق فمن أقدار الله، وإذا علم الله منها الايمان بما أنزل والعمل به فسيتولاّها بفضله: {ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب} والدراسة لا تضمن الوظيفة، ويمكنها مواصلتها بصورة غير الحضور يومياً إلى الجامعة، ثم إن هناك مهناً كثيرة من أسباب الرّزق (تشغل فراغها وتعين على معيشتها إن اضطرّت إليها) أقرب إلى الشرع والعقل.
وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه/ سعد بن عبد الرحمن الحصيّن عفا الله عنه.
الرسالة 356 في 1419/12/20هـ.